اسم الله المهيمن 2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
الآيات القرآنية المتصلة باسمِ ( المهيمن ) :
من الآيات التي تتصل بهذا الموضوع :
الآية الأولى:" يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ " [سبأ:2] .
يعلم دبيب النملة السمراء ، على الصخرة الصماء ، في الليلة الظلماء .
الآية الثانية : " يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى " [طه:7] .
أنت لك دخل معين ، لو معك مئة مليار ، كيف تكون ؟ لا أحد يعلم ، هل تأتي إلى المسجد ؟ لا أعرف ، هذا معنى قوله : " يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى " .
الآية الثالثة : آية أخرى متصلة في هذا الموضوع : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ " [آل عمران:5] .
" إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ "
شيء هي أوسع كلمة تعبر عن أدق شيء : " فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ "
الآية الرابعة : " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ " [غافر:19] .
أنت جالس في غرفة ، والنافذة تطل على بناء مواجه للغرفة ، وامرأة فتحت النافذة بثياب متبذلة ، أنت تستطيع أن تغض بصرك ، وتستطيع أن تملأ عينيك من محاسن هذه المرأة ، مَن الذي يعلم في الأرض هذه الخيانة ؟ المؤمن يغض بصره ، وهو وحده في الغرفة ، ولا أحد يطلع عليه .
طبيب يعالج امرأة ، من حقه أن يعالج موضع الداء ، لو اختلس نظرة إلى مكان آخر مَن يعلم ذلك ؟
" يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ "
الذي يعلمه الله لا يمكن لمخلوق أن يعلمه :" يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " [غافر :19] .
أوضح شيء في نهار رمضان في أيام الصيف الحارة ، العطش لا يحتمل ، وأنت في البيت وحدك ، لو دخلت إلى المطبخ ، وتناولت كأس ماء مَن يعلم بذلك ؟ الصيام عبادة الإخلاص .
خـاتمــة :
لذلك أيها الإخوة ، إذا كنت مع ( المهيمن ) فأنت المنتصر ، وأنت المحفوظ ، وأنت الموفق ، وأنت السعيد ، بشكل طبيعي الإنسان ينضم إلى القوي ، والله عز وجل أقوى الأقوياء .
" أنا الله لا إله إلا أنا ، مالك الملوك ، وملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة ، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة ، فساموهم سوء العذاب ، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء ، وادعوا لهم بالصلاح ، فإن صلاحهم بصلاحكم " [أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء] .
والحمد لله رب العالمين