"احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز".
وصاة سيد الأولين والآخرين وأعلمهم بالله وأشدِّهم له خشيةً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وهي باب كل خير ونور، فانظر ما العلم الذي فيه نجاتك، وتحب أن يصحبك في قبرك، وتقف به بين يدي الله تعالى.
واعلم أن العلم النافع ليس هو في تلك المنازعات والمنافرات، والشقاق وسيئ الأخلاق، والمسابقة في تحصيل القدر الأعظم من السخرية والتنكيت، واتخاذك أخاك بابًا للتندر، والاستعلاء بالمحفوظات والمطالعات، والنيل من الأيمة، والقدح في الصفوة الذين ائتمنهم الله على وراثة الكتاب والسنة، وبث نورهما في الناس.
وإن آية يقرؤها الإنسان متدبرا، وسجدة يخضع فيها منكسرا=خير له والله من ثرثرة في فضول المسائل ودقائق لو مات وما علمها ما نقص ذلك من دينه شيئا!
العقيدة باب لمعرفة الله تعالى وخشيته، والقرب منه، وليست بابًا لبسطة اللسان وكثرة القيل والقال.
تعلَّم لتجو، لا لكي تكون أكثر لددا وجدلا وخصامًا وقسوة! فليس هذا هو العلم.
رؤي أبو القاسم الجنيد رضي الله عنه بعد الوفاة فقيل: يا أبا القاسم ما فعلت العبارات والإشارات؟!
فجعل يُلشيها(يعني يجعلها كاللاشيء)، وقال:
طاحت تلك العبارات وفنيت تلك الإشارات ولم ينفعنا إلا ركعاتٌ كنا نركعها في السحر!
النجاة وراء هذا كله والله، والحمد لله الذي حفظ لنا كتابه وسنة نبيه ﷺ وجعل هذا الدين هو الحنيفية السمحة السهلة.
وصدق ربنا: بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره!
إي والله! ولو ألقى معاذيره ولحن بحجته واتخذ العلوم جُنَّةً لأخلاق السوء وأقوال السوء= فلن يغني ذلك عنه شيئا، وبالله العصمة وهو المستعان ولا حول ولا قوة إلا به.
مختارات