شرح دعاء" اللهم طهرني من الذنوب والخطايا، اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد"
اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْهَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ)([1]).
الشرح:
قوله: (اللَّهم طهّرني من الذنوب والخطايا، اللَّهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس): جمع بين طهارة الذنوب ونقائها، مبالغة في سؤال اللَّه السلامة من الذنوب، ومحو أثرها، كنقاء وصفاء الثوب الأبيض من الوسخ، لأن التطهير فيه أظهر من أي لون آخر.
ثم سأل اللَّه تعالى التطهير بأنواع المغفرة التي تمحق الذنوب، وذكر التطهير بأنواعه الثلاثة: (الثلج، والبرد، والماء البارد)، تعبير عن غاية المحو، فإن الثواب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقيّة، يكون في غاية النقاء، فذكر أنواع التطهير مبالغة في توكيد التطهير، وخصَّ هذه الثلاثة بالذكر كذلك؛ لأنها منزلة من السماء، ولا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بواحدة منها، فكان تبياناً لأنواع المغفرة التي لا يخلص من الذنوب إلا بها، أي: طهّرني من الخطايا بأنواع مغفرتك التي هي في تمحيص الذنوب بمنزلة هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس، ورفع الأحداث والأنجاس، وفي سؤال اللَّه تعالى المغفرة يتضمّن سؤال اللَّه تعالى العصمة من اقتراف الذنوب بكل أنواعها وأشكالها ([2]).
([1]) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم 476، والنسائي، كتاب الغسل والتيمم، باب الاغتسال بالثلج والبرد، برقم 400، واللفظ له.
([2]) انظر: تحفة الذاكرين، 153-160، والفتوحات الربانية، 1/438.
مختارات