الَّلبِنة الحادية عشرة
لن يذّبلَ قلبٌ صار له القرآنُ ساقياً..
كلّ خيرٍ سيورِقُ من سُطور المُصحَف.!
على قدر طول الصُّحبة مع القرآنِ يمنَحُك القرآنُ من أسرارهِ وفَيضِ بركاتِه..
و ها هو - عليه السلام - يتبرَّكُ بآيات القرآن و يستعين بكلمات الله.. فقد كان - عليه السلام - فِي غَزْوَةٍ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ، فَسَمِعْهُ أحد الصّحابة يَقُولُ: " يَا مَالِكَ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ". قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرِّجَالَ تُصْرَعُ، تَضْرِبُهَا الْمَلائِكَةُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهَا وَمِنْ خَلْفِهَا!!..
ولِقراءةِ سورةِ الفاتحة وحدَها والدُّعاء بها أسرارٌ و آثار..
فقد قال الإمام إبن القيّـــــم (ولقد مرّ بي وقت في مكـــــة سَقِمتُ فيه، ولا أجدُ طبيباً ولا دواءً فكنت أعالجُ نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، آخذ شربة من مـــــــاء زمـــــــزم وأقرؤها عليها الفاتحة مراراً ثم أشربه فوجدتُّ بذلك البرء التّام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثير منهم يبرأ سريعاً).
فإن كان لك حاجه.. فأعطي القرآن على قدر ماترغب أن يعطيك الله في حاجتك !
وأوصى الإمامُ إبراهيم المقدسي تلميذَه عبّاس بن عبد الدايم - رحمهم الله [أكثِر من قراءة القُرآن ولا تتركه، فإنه يتيسّر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ].
و قال العَبّاس (فرأيتُ ذلك وجرّبته كثيراً، فكنتُ إذا قرأتُ كثيراً تيسّر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسّر) !
جرّبوا ذلك.. اقرأوا سورة الفاتحة و سور القرآن..
جرّبوا قراءة سورة ألم نشرح.. كرروها واسألوا الله بها.. أن ييسر أمركم..
تشبّثوا بالقُرآن.. عامِلوه بما يليق.. وأذَنوا لكلِّ خلاياكم أن تتشرَّبَ شِفاءه.. وتتنفّس روحه.. رحم الله إبن مسعود الذي كان اذا قرأ القرآن كانت مِحبَرَتُه معه !..
مختارات