" السلام "
" السلام "
السالم من كل عيب و البريء من كلِّ آفة، والسَّالم من مماثَلة خَلْقه ومن كلِّ ما يُنافي كمالَه.
والسَّلامةُ هي البراءة، وقيل: العافية.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
- سلم اللهُ – تعالى - على أنبيائه ورُسُله لإيمانهم وإحسانهم، وليقتدي بذلك البشر؛ فلا يذكرهم أحدٌ بسوء؛ " وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ " [الصافات 181] ثمَّ أكرمَ اللهُ يحيى - عليه السلام ؛ فَخَصَّه بسلام في مواضع قيل أنها الأكثر وحشةً للخلق؛ " وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا " [مريم: 15]: يوم ولد فيرى نفسه خارجًا مما كان، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسَه في المحشر العظيم.
- قوله تعالى: " السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى " [طه: 47]: معناه أنَّ مَنْ اتَّبَعَ هدى الله سلم من سَخَطه وعذابه.
- اللهُ يُسَلِّمُ على عباده في الجنة: " سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ " [يس: 58] والجنَّةُ هي دارُ السَّلام: " لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ " [الأنعام: 127].
- وكذا ملائكته؛ فإنَّها تُسَلِّمُ على عباده الصَّالحين عند قَبْض أَرْواحهم وتُطَمئنُهم: " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " [النحل: 32].
- مَنْ علم أنَّ اللهَ السَّلامُ وَجَبَ عليه أن يسلم قلبَه ولسانَه ليكون ممَّن وقع عليهم المعنى في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «المسلم مَنْ سَلمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجرُ مَنْ هَجَرَ ما نَهَى اللهُ عنهُ»(البخاري ومسلم ).
- ولا يَقفُ عند هذا الحَدِّ مَنْ كَفَّ الأذى؛ بل عليه أن يُؤَدِّيَ حَقَّ اسم الله (السلام)؛ كما قال ابنُ عبَّاس: " السَّلامُ اسمٌ من أسمائه – سبحانه - وَضَعَه في الأرض، فَأَفْشُوه بينَكم».
- ومن فَضْل السَّلام الوصولُ به إلى دار السَّلام؛ حيث كان الأمرُ بإفشاء هذا الاسم لأنَّه سببٌ في دخول الجنة؛ كما أوضح نبيُّ الأُمَّة صلى الله عليه وسلم في حديث أشبه بخريطة بينة المعالم: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلا أَدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ! أفشوا السَّلامَ بينَكم» (مسلم).
- والسَّلامُ من أسباب التآلُف ومفتاحُ جَلْب المودَّة، مع ما فيه من رياضة النَّفْس ولزوم التَّواضُع وتعظيم حُرُمات المسلمين.
- وإذا قال المسلم للمسلم: (السلام عليكم) فكأنَّه يُخْبره بالسَّلامة من جانبه ويُؤَمِّنُه من شَرِّه وغائلته وأنه سلم له لا حرب عليه.
- وكما فَرَضَ السَّلامَ أَوْجَبَ رَدَّه صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ المسلم عَلى المُسلم خَمسٌ؛ رَدُّ السَّلام، وَعيادة المريض، واتِّباعُ الجنائز، وإجابةُ الدَّعوة، وتشميتُ العاطس» (البخاري ومسلم).
لا يُقالُ: السلام على الله. فالسَّلامُ من الله وله، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهو يُعْلم أُمَّتَه أَبْلَغَ وأَشْمَلَ صيغ السَّلام بما يُقالُ في التَّشَهُّد الأَوَّل من التَّحيَّات - وهي جمع تحية ومعناها السلام: «إن اللهَ هُوَ السَّلامُ، فإذا صَلَّى أحدُكم فَلْيَقُلْ: التحياتُ لله، والصلواتُ والطَّيِّبات ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصَّالحين » ثُمَّ أَوْضَحَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم مدى هذا السَّلام في بقيَّة الحديث: «فإنَّكم إذا قُلتموهًا أصابت كُلَّ عَبْد لله صالح في السَّماء والأرض» (البخاري).
مختارات