" الصلاة علاج إلهي لكثير من الأمراض النفسية والعضوية "
" الصلاة علاج إلهي لكثير من الأمراض النفسية والعضوية "
إن من البديهيات المدركة عند كل مسلم أنه لا يوجد تناقض بين أداء الفرائض التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على العبد امتثالًا لأمر الله تعالى، وبين الاستفادة من الجوانب الصحيحة أو المالية التي يحصل الإنسان عليها من خلال ممارسته وتأديته لهذه الفرائض، فالصلاة مع أنها عماد الدين، وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فهي علاج كذلك، فقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أنها علاج لكثير من الأمراض النفسية والعضوية (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة).
لهذا سأذكر أمثلة من الأمراض التي تناولتها هذه الدراسات، دون الدخول في الألفاظ والمصطلحات الطبية المعقدة، التي تشوش ذهن القارئ الكريم.
1- مرض دوالي الساقين، هو عبارة: عن انتفاخ في أوردة الساقين، وفي الحالات المتقدمة لهذا المرض تتكون نتوءات زرقاء على طول الوريد، ويشعر المريض بألم شديد في الساق، ومن أخطر نتائج هذا المرض تجلط الدم في الأوردة، أو انفجار الوريد مما يتسبب في نزيف الدم، وقد أثبت الطب الحديث أن الحركات التي يقوم بها المسلم في صلاته من قيام، وركوع، وسجود، والتي تجدد نشاط الدورة الدموية، وتعيد تنظيم ضغط الدم في كافة أنحاء أجزاء الجسم تعتبر من أعظم الأسباب للوقاية من هذا المرض الخطير، المنتشر في كثير من دول العالم، خصوصًا الدول الغربية، وقد ألف الدكتور توفيق علوان كتابا سماه: (معجزة الصلاة في الوقاية من مرض دوالي الساقين) شرح فيه الأسباب الحقيقية لهذا المرض، والخطر الذي يترتب على الإصابة به، وتأثير الصلاة في الوقاية منه (معجزة الصلاة في الوقاية من مرض دوالي الساقين).
2- الانزلاق الغضروفي، إن العمود الفقري هو الذي يحمل جسم الإنسان، ويساعد على جميع الحركات التي يقوم بها الجسم، وتقوم بعض العضلات خلف الفقرات بإسناد الجسم ليكون مستقيمًا، وبمساعدة الظهر على التمدد. وفي هذا العصر الذي قلت فيه الحركة والمشي بسبب استخدام السيارات انتشرت مشاكل العمود الفقري كالانزلاق الغضروفي الذي يسبب آلامًا مبرحة أسفل الظهر وفي الفخذين والساقين، لهذا نشاهد المسنين في غير البلاد الإسلامية قد تقوَّست ظهورهم وانحنت رؤوسهم، أما في البلاد الإسلامية ولله الحمد فإن هذا المشهد يندر، وإن وجد فبنسبة قليلة، وقد أثبتت الدراسات الطبية المعاصرة أن من أسباب ذلك الصلاة؛ لأن الانتقال من وضع القيام إلى الركوع ثم الرفع منه، ثم السجود ثم الرفع منه، ثم السجود ثانية ثم القيام تؤدي هذه الحركات إلى تقليل التقوس الخلفي للظهر وذلك أثناء الانحناء إلى الأمام، كما أن الحركات نفسها تقوي عضلات البطن المسؤولة عن ثني الجذع إلى أسفل، وبذلك تعتبر الصلاة أحسن وسيلة لتقوية عضلات العمود الفقري، وجعل الغضروفي له قدرة يستطيع بها تحمل الضغوط رغم التقدم في السن (الاستشفاء بالصلاة).
3- أمراض الرئة، لقد أثبت الطب المعاصر أن أمراض الرئة كالسرطان، والسل الرئوي، إنما تصيب الرئة حينما يقل وصول الأكسجين إليها، ومن المعلوم أن الجسم يحتاج إلى الأكسجين كي يحرق الغذاء للحصول على الطاقة، وينتج ثاني أكسيد الكربون كنفايات ناتجة عن تلك العملية، والحركات التي يقوم بها المصلي أثناء الركوع والسجود تجعل الدم يجري إلى جميع جوانب الرئتين، ومن خلال ذلك تتم عملية استبدال ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين، وهذا مما يساعد على تصفية الكثير من الهواء، وتزويد الجسم بقدر كبير من الأكسجين، لهذا تعد الصلاة الأكسجين، لهذا تعد الصلاة وسيلة مهمة لحفظ الرئة من الأمرض (الصلاة تحفظ الرئة من الأمراض).
4- أثر الصلاة في علاج الأمراض النفسية، تعالج الصلاة الأمراض النفسية بعدة وسائل منها: عملية التصور وتركيز الانتباه، فالتركيز الذي يصحب الصلاة الخاشعة يحدث انخفاضًا للتوتر والقلق والاكتئاب مما يؤدي إلى راحة نفسية وجسمية؛ ولأن وقوف الإنسان في الصلاة أمام الله سبحانه وتعالى في خشوع وتضرع ومراقبة يمده بطاقة روحية تبعث فيه الشعور بالاطمئنان القلبي والأمن النفسي، ومن الوسائل العلاجية أيضًا: الحركات التي يقوم بها المصلي؛ لأن تغيير وضع المصلي من القيام إلى الركوع ثم السجود يؤدي إلى التقليل من إفراز هورمون الأدرينالين الذي يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومن الوسائل العلاجية كذلك: قراءة القرآن الكريم لمصاحبة للصلاة؛ لأن ترتيل القرآن حسب قواعد الترتيل الصحيحة يؤدي إلى تنظيم التنفس عبر تعاقب الشهيق والزفير، وهذا يخفف التوتر (العلاج النفسي بالصلاة، وموسوعة الإعجاز العلمى في القرآن والسنى).
وإذا كانت الصلاة بصفة عامة لها أثر كبير في علاج الأمراض العضوية والنفسية فإن قيام الليل بما فيه من سكينة وهدوء وسمو روح له أثر أكبر، وقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فعن أبي إدريس الخولاني – رحمه الله تعالى – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد» (قال الشيخ الألباني: حديث حسن صحيح، ينظر صحيح سنن الترمذي).
الدأب العادة والشأن وقد يحرك، وأصله من دأب في العمل إذا جد وتعب، والمراد هنا أنه عبادة قديمة واظب عليها الأنبياء والأولياء «وإن قيام الليل قربة إلى الله» أي: مما يتقرب به إلى الله تعالى «ومنهاة» مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل، أي: ناهية عن الإثم، أي: عن ارتكابه «وتكفير للسيئات» أي: مكفرة للسيئات وساترة لها «ومطردة للداء عن الجسد» أى: طارد ومبعد للداء عن البدن (مرقاة المفاتيح شرح مشكاه المصابيح، وتحفة الأحوذي).
وقد قام الدكتور عطية فتحي البقري بإعداد بحث تحت عنوان: «وجه الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف: عليكم بقيام الليل» بين فيه الفوائد الصحية لقيام الليل، وما توصلت إليه الدراسات الطبية في هذا المجال، وقد قدم هذا ابحث للمؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
مختارات