شؤم المعصية
قال تعالى:{{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }[النحل: 112]
الذنوب من الآفات الخطيرة على طريق السير إلى الله تعالى وقد حذر الله منها في آيات كثيرة من القرآن، ومن أوضح هذه الآيات هذه الأية السابقة من سورة النحل فمكة أحب البلاد إلى الله بها بيته قبلة الناس منذ بناه الخليل إبراهيم،وهي معظمة في نفوس العرب،يحفظون حرمتها،ويعرفون قدرها
وقد استجاب الله دعوة نبيه إبراهيم فساق إليها الرزق من كل مكان ونشر فيها الأمن والأمان فباتت في خير حال يغبطها الناس عليه،فلما أراد الله ان يتم نعمته عليهم ببعثة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكان منهم تربى على أعينهم وعلموا نسبه وصدقه وأمانته ن قابلوا نعمته بالرد والتكذيب فكان ماذا
بعد هذه المناقب؟ هانوا على الله عز وجل واذلتهم المعصية وسلب الله نعمه التي أنعمها عليهم فنزعت الطمأنينة وأبدلوا الخوف والرعب وحرموا الرزق
وحل الجوع وخرج الني الكريم من بين أظهرهم إلى يوم القيامة فلم تعد مكة له بلدا وإن اشتاقت نفسه إليها فقصر بها الصلاة أيام حجه صلى الله عليه وسلم
فسلبوا النعم وحرموا الرزق والطمأنينة جزاء ما قابلوا به نعم الله ولم يؤدوا شكرها، فانظر إلى المعصية كيف فعلت بأهلها
وانظر إلى هوان العبد عند الله وإن كان ذا قدر فالمعصية ذلة والطاعة رفعة ويُرْوَى أن امرأت العزيز رات يوسف في الطريق بعد ما كان من أمرهما فقالت:
“الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، والملوك عبيدا بمعصيته ”
نسأل الله أن يمن علينا بالعفو والغفران،وأن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن
وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان إنه ولي ذلك والقادر عليه
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
مختارات