" خروج يأجوج ومأجوج "
" خروج يأجوج ومأجوج "
«يخرجون في زمان عيسى عليه السلام ويهلكهم الله ببركة دعائه عليهم في ليلة واحدة» (النهاية في الفتن لابن كثير).
(41) قال تعالى: " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ " [الأنبياء: 96، 97].
(42) وقال تعالى حاكيًا عن قصة ذي القرنين: " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا " إلى قوله: " مَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " [الكهف: 94-97] سد يأجوج ومأجوج: بناه الملك الصالح ذا القرنين، وهو حاجز بين هؤلاء القوم المفسدين وبين الناس، وأما مكانه فهو في جهة المشرق حيث تطلع الشمس وذلك بنص القرآن.
(3) وعن ابن حرملة عن خالته، قالت: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب، فقال: «إنكم تقولون: لا عدو، وإنكم لا تزالون تقاتلون عدوًا حتى يأتي يأجوج ومأجوج، عراض الوجوه صغار العيون، شهب الشعاف، من كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة» (أحمد).
وذكر الحافظ ابن حجر في صفهم ثلاثة أصناف:
1- صنف أجسادهم كالأرز، وهو شجر كبار حدًا.
2- وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع.
3- وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى (فتح الباري).
اقتراب خروجهم من السد:
(44) عن زينب بنت جحش: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام عندها ثم استيقظ محمرًا وجهه وهو يقول: لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شر قد اقترب فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بين أصبعيه، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث» (متفق عليه).
الإذن في خروجهم من السد:
(45) قال تعالى: " قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا * وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا " [الكهف: 98، 99].
اقتراب خروجهم من السد:
(46) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدًا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله عز وجل أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كانوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا إن شاء الله، ويستثنى فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس» (أحمد).
فسادهم في الأرض وهلاكهم بدعاء عيسى عليه السلام عليهم:
(47) جاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه المرفوع: «إذا أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادًا لي لا يُدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء» (صحيح مسلم).
(38) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما كان ليلة أُسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم لقى إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام (إلى أن قال) فردوا الحديث إلى عيسى (فذكر هلاك يأجوج ومأجوج فقال: «فيستقبلهم يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون لا يمرون بماء إلا شربوه، ولا بشيء إلا أفسدوه، يجأرون إليّ فأدعو الله، فيميتهم فتجوى الأرض من ريحهم، فيجأرون إليّ، فأدعو الله، فيرسل السماء بالماء، فيحملهم فيقذف بأجسامهم في البحر» (مستدرك الحاكم).
(49) وعند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه أنه قال: «فيخرجون على الناس، فيستقون الماء، ويفر الناس منهم، فيرمون بسهامهم في السماء، فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في الأرض، وعلونا من في السماء قسوة وعلوًا قال: فيبعث الله عز وجل عليهم نغفًا في أقفائهم فيهلكون فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض تسمن، وتبطر وتشكر شكرًا من لحومهم» (الترمذي).
(50) وفي تمام حديث النواس السابق قال صلى الله عليه وسلم: «فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسي (أي: قتلى) كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله..» (صحيح مسلم).
مختارات