مخاوف
المخاوف وأسبابها كثيرة للغاية ويصعب جدا على مخلوق حصرها أو إحصاؤها.. الخوف من المرض أو من الفقر أو من الظلم أو من زوال النعم وفجاءة النقم.. الخوف من فراق الأحبة أو فراق الدنيا التي عُمّرت.. الخوف على الذرية الضعاف والخوف من المستقبل من المجهول.. كل هذه وغيرها مخاوف لا يكاد يخلو منها أو من بعضها إنسان.. وعلى قدر توافر موانعها والأسباب التي تحول بين الإنسان وبينها يكون الاطمئنان.. يطمئن القوي لقوته والثري لماله وصاحب السلطة لسطوته ونفوذه وهكذا.. لكن كل أسباب الدنيا هي في حقيقتها وإن عظمت وبدا تمامها فهي ناقصة قاصرة.. لذلك كان الاطمئنان الحقيقي بالله وحده وكان حصر وقصر الحول والقوة به وحسب لا قوة إلا بالله ولذلك أيضا كان الربط بين النهي عن الخوف وبين استشعار معيته{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[طه: 46].. لا يخاف موسى ولا هارون رغم إقبالهما على أحد أعظم أسباب الخوف في عصرهما.. ولماذا؟ الإجابة حاسمة..{إنني معكما}.. وعندما ترسخت تلك المعية كانت زوال الخوف من نفس موسى تماما وحين خوفه قومه إدراك فرعون لهم.. قال: كلا.. كيف؟ قد ترآءا الجمعان وها هم جند فرعون يبدون في الأفق.. كلا.. لماذا؟ {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء: 62].
مختارات