" نزول عيسى عليه السلام "
" نزول عيسى عليه السلام "
في الوقت الذي تجتمع فيه الطائفة المؤمنة لقتال الدجال، ينزل عيسى عليه السلام، في وقت إقامة الصلاة فيصلي خلف إمام المسلمين ثم يقتل الدجال.
(31) قال تعالى: " وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ " [الزخرف: 57] إلى قوله تعالى: " وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ " [الز خرف: 61].
قال أهل التفسير: أي: «نزول عيسى عليه السلام، قبل يوم القيامة علامة على قُرب الساعة» (انظر تفسير القرطبي وابن كثير والطبري وغيرهم).
(32) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ا بن مريم حكمًا عدلاً، فيكسر الصلبيب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها..» (متفق عليه).
(33) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كيف أنتم إذا أنزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» (متفق عليه).
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «وإمامكم منكم» دلالة على أن عيسى عليه السلام يصلي خلف إمام المسلمين، ويحكم بشريعة الإسلام كما د لت على ذلك النصوص، فهو يومئذ من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
صفة نزوله وقتله للدجال:
(34) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونَفَسُهُ ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه (أي: يطلب الدجال) حتى يدركه بباب لد، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة» (صحيح مسلم).
(35) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقتل ابن مريم الدجال بباب لُد» (الترمذي).
(36) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم (وذكر فيه) ثم ينزل عيسى بن مريم، فينادى من السحر، فيقول: أيها الناس ! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث، فيقولون: هذا رجل جني فينطلقون فإذا هم بعيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فتقام الصلاة، فيقال له: تقدم يا روح الله ! فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلى صلاة الصبح، خرجوا إليه، قال: فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله، حتى إن الشجرة والحجر ينادي: يا روح الله ! هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحدًا إلا قتله» (أحمد).
نزول البركات وظهور الخيرات وانتشار الأمن في عهده:
(37) وعنه صلى الله عليه وسلم قال في زمن عيسى: «يُقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس» (صحيح مسلم) .
(38) وقال صلى الله عليه وسلم: «وتقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات ولا تضرهم» (أحمد).
(39) وقال صلى الله عليه وسلم: «والله لينزلن ابن مريم حكمًا عادلاً فليكسرنّ الصليب، وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء، والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد» (صحيح مسلم).
وفاته عليه السلام:
(40) جاء عند أحمد أنه: «يمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون» (أحمد).
مختارات