" طلوع الشمس من مغربها "
" طلوع الشمس من مغربها "
(51) قال تعالى: " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ " [الأنعام: 158].
أولى الأقوال بالصواب في ذلك ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ذلك حين تطلع الشمس من مغربها» (تفسير القرطبي).
(52) قال البخاري (وساقه بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند تفسير هذه الآية قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس، آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا» (متفق عليه واللفظ للبخاري).
(53) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال يومًا: «أتدرون أين تذهب الشمس؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها، ارفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا» (متفق عليه واللفظ لمسلم).
إغلاق باب الإيمان والتوبة إذا طلعت الشمس من مغربها:
(54) قال تعالى: " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " [الأنعام: 158].
(55) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين لا تنفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا» (صحيح البخاري) .
(56) وفي رواية: «فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها ثم قرأ الآية» (صحيح البخاري).
(57) وعند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» (صحيح مسلم).
قال القرطبي: «قال العلماء: وإنما تنفع نفسًا إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة في حال من حضره الموت، في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم فمن تاب في مثل هذه الحال، لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت» (تفسير القرطبي).
قال ابن كثير: «إذا أنشأ الكافر إيمانًا يومئذ لا يقبل منه، فأما من كان مؤمنصا قبل ذلك، فإن كان مصلحًا في عمله، فهو بخير عظيم، وإن كان مخلصًا فأحدث توبة، حينئذ لم تقبل منه توبة» (تفسير ابن كثير).
وقال ابن حجر: بعد أن ذكر أحاديث وآثارًا تدل على استمرار إغلاق باب التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها إلى يوم القيامة قال: «فهذه آثار يشد بعضها بعضًا متفقة على أن الشمس إذا طلعت من المغرب، أُغلق باب التوبة، ولم يُفتح بعد ذلك، وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع، بل يمتد إلى يوم القيامة» (فتح الباري).
خراب الكعبة شرفها الله تعالى - على يدي ذي السويقتين الأفجح قبحه الله:
(58) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «يُخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة، ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه، أصيلع أفيدع، يضرب عليها بمسحاته ومعوله» (قال ابن كثير إسناده جيد قوي، أحمد).
(59) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «كأني أنظر إليه أسود أفحج ينقضها حجرًا حجرًا يعني الكعبة» (أحمد).
(60) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «ذو السويقتين من الحبشة يخرب بيت الله عز وجل» (أحمد) وخراب الكعبة شرفها الله على يدي هذا الأفجح قبحه الله تعالى إنما يقع في آخر الزمان، حين لا يبقى في الأرض أحدٌ يقول: الله، الله وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «يبايع لرجل ما بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه، فلا يُسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه» (أحمد السلسلة الصحيحة للألباني).
مختارات