" المهـدي "
" المهـدي "
يظهر في آخر الزمان، عند إدبار الدنيا وإقبال الآخرة، وهو أول العلامات الكبرى للساعة، التي إذا ظهر أولها تتابعت بقيتها كتتابع الخرز في العقد إذا انفرط.
(1) فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحًا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا، أو ثمانيًا يعني حججًا» (السلسلة الصحيحة للألباني).
(2) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي آل البيت يصلحه الله في ليلة» (صحيح الجامع الصغير للألباني).
(3) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي مني أجلي الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما مُلئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين» (أبو داود).
(4) وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» (صحيح الجامع).
ما يعضد هذه الأدلة من الصحيحين:
(5) أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» (متفق عليه).
(6) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة» قال: «فينزل عيسى بن مريم ص فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: «لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله لهذه الأمة» (صحيح مسلم) .
قال ابن كثير: «في زمانه تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، و السلطان قاهر والدين قائم، والعدو راغم والخير في أيامه دائم» (الفتن والملاحم).
(7) وعنه صلى الله عليه وسلم: «أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطًا وعدلا كما مُلئت جورًا وظلمًا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحًا» فقال له رجلٌ ما صحاحًا؟ قال: «بالسوية بين الناس» قال: «ويملاً الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله، حتى يأمر مناديًا فينادي فيقول: من له في ماله حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل» فيقول: ائت السّدّان، يعني الخازن، فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له: أحُث، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه، ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفسًا، أو عجز عني ما وسعهم؟ قال: «فيردّه فلا يُقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئًا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده» أو قال: «ثم لا خير في الحياة بعده» (مسند أحمد).
الدّجّال صفته، مكان خروجه، مُدة مُكثه:
من أعظم الفتن وأشدها على الناس، وما ذلك إلا لما معه من الخوارق العظيمة والفتن الشديدة التي يتحير فيها أصحاب العقول الرشيدة.
صفته:
(8) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم أطوف بالبيت» وذكر فيه أنه رأى الدجال فقال: «فإذا رجل جسيم، أحمر جعد الرأس،أعور العين، كأن عينه عنبة طافئة » (متفق عليه).
وإعورار عينه اليمنى سمة بادية عليه فقد تواترت الروايات الصحيحة بذلك.
(9) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن المسيح الدجال رجل قصير، أفجع، جعد أعور مطموس العين، ليس بنائتة ولا حجراء، فإن ألبس عليكم، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور» (رواه أبو داود وأحمد).
(10) وعن أنس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «وإن بين عينيه مكتوب كافر» (متفق عليه).
وعند مسلم: «ثم تهجاها (ك ف ر) يقرؤه كل مسلم» (صحيح مسلم).
(11) وفي حديث الجساسة وهو حديث تميم الداري الذي روته فاطمة بنت قيس تُحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «.. فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم ! إنسان رأيناه قط خلقًا وأشده وثاقًا، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا: ويلك ما أنت؟.. (قال).. إني أنا المسيح» أي الدجال (صحيح مسلم).
مكان خروجه:
(12) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها خراسان» (الترمذي).
(13) وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يخرج من يهودية أصبهان، معه سبعون ألفًا من اليهود عليهم التيجان» (أحمد).
مدة مكثة في الأرض:
(14) سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم: قالوا: يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض قال: «أربعون يومًا: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم» قالوا:.. قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: «كالغيث إذا استدبرته الريح» (صحيح مسلم).
مكة والمدينة لا يدخلها الدّجال:
(15) جاء في تمام حديث الجساسة أن الدجال قال: «فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان عليّ كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلدًا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها» (صحيح مسلم).
(16) وفي رواية قال: «وإنه يمكث في الأرض أربعين صباحًا، يبلغ فيها كل منهل، ولا يقرب أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، ومسجد الأقصى» (مجمع الزوائد).
وقد تباينت أقوال الصحابة رضي الله عنهم في ابن صيّاد هل هو المسيح الدجال، أم غيره والله أعلم بالصواب.
شدة فتنة الدجال والوقاية منها:
(17) «ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال» (أحمد).
(18) و«ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال» (أحمد).
(19) ولقد ذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع (قال الراوي): «حتى ظنناه في طائفة النخل» (صحيح مسلم) وذلك لما يكون معه من الفتن الشديدة فمنها:
(20) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «.. معه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار» (صحيح مسلم).
(21) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «.. معه نهران يجريان أحدهما رأى العين ماءٌ أبيض، والآخر رأى العين نار تأجج فإما أدركن أحد، فليأت النهر، الذي يراه نارًا وليغمض، ثم ليطأطئ رأسه، فيشرب منه، فإنه ماء بارد» (صحيح مسلم).
(22) ولمسلم أيضًا من حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «.. فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًا وأسبغه ضروعًا وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قول، فينصرف عنهم فيصبحون، ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل (أي: ذكور النحل) ثم يدعو رجلاًا ممتلئًا شبابًا، فيضر به بالسيف، فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك..» (صحيح مسلم).
(23) وعند البخاري من رواية أبي سعيد مرفوعًا أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال: «من خيار الناس، أو خير الناس، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه فيقول (أي: الرجل) والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه» (صحيح البخاري).
وفي لفظ يقول الرجل للدجال: «أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه».
(24) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك، وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول نعم فيتمثل له شيطانًا في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني ! اتبعه فإنه ربكم» (صحيح الجامع الصغير للألباني ) أتباعه: يتبع الدجال الكثير من الدهماء ومن النساء ومن اليهود والعجم.
(25) فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة» (صحيح مسلم).
(26) وعند أحمد مرفوعًا: «سبعون ألفًا من اليهود عليهم التيجان» (أحمد).
(27) وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطًا مخافة أن تخرج إليه» (أحمد).
الوقاية من فتنة الدجال:
(28) ا- التعوذ بالله من فتنة الدجال وخاصة في التشهد الأخير من الصلاة (والحديث متفق عليه).
(29) 2- «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عُصم من الدّجّال» (صحيح مسلم) .
(30) 3- الفرار من الدجال والابتعاد عنه فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث من الشبهات» (أبو داود) .
مختارات