" تعريف اليقين "
" تعريف اليقين "
لغـة:
اليقين مشتق من الفعل يَقِنَ وأيقن يوقن إيقانًا، وييقن يقنًا ويقينًا، فهو موقن.
واليقين نقيض الشك، فهو العلم وتحقيق الأمر وإزاحة الشك، فكما أن العلم نقيض الجهل، فكذلك اليقين نقيض الشك، يقال: علمته يقينًا، أي علمًا لا شك فيه (انظر: لسان العرب، ومعجم مقاييس اللغة، والصحاح).
وليس هو من الفعل وقن وأوقن ؛ فإن معنى وقن وأوقن: اصطاد الطير من وقنته، أي وكنته (محضنه)، فالوقنة موضع الطائر في الجبل، ويقال توقن وأوقن في الجبل: صعد فيه (انظر: لسان العرب).
نخلص مما سبق أن اليقين مشت من الفعل يقن وأيقن بمعنى علم علماً لا شك فيه تطمئن إليه النفس اطمئنانًا يزيل الشك ويدفع للعمل بالموقن به.
والعرب تسمي اليقين ظنًا والشك ظنًا، ومنه قوله تعالى: " وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا " (الكهف: 53)أي فأيقنوا أنهم مواقعوها (انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان).
بل قال بعض المفسرين: " كل ظن في القرآن فهو علم ويقين، كما ذكر ذلك الطبري بسنده عن مجاهد، وذكر ابن كثير صحة سنده عنه (انظر: جامع البيان في تفسير القرآن، وتفسير القرآن العظيم).
اصطلاحًا:
هو اليقين الجازم بعلم وطمأنينة واستقرار نفس، بكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى، يقينًا يدفع المرء إلى العبودية لله تعالى مع حرص شديد على إخلاص النية له سبحانه، واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
أو تقول هو أن تتيقن بكل ما ورد من الحق، فيكون عندك كالشاهد.
فاليقين هو إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه، وهو العلم الجازم الذي لا شك فيه المؤدي إلى استقرار القلب وطمأنينته، الدافع إلى العمل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " اليقين هو طمأنينة القلب، واستقرار العلم فيه، وضد اليقين الريب وهو نوع من الحركة والاضطراب " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) ويقول السعدي: " اليقين هو العلم التام الذي ليس في أدنى شك، الموجب للعمل " (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان).
ومما ينبغي أن يعلم أن اليقين أعلى درجات الإدراك، قال ابن تيمية: " ينبغي أن يعلم أن كل واحد من صفات الحي، التي هي العلم والقدرة والإدراك ونحوها، له من المراتب ما بين أوله وآخره ما لا يستنبطه العباد، كالشك ثم الظن ثم العلم ثم اليقين ومراتبه، وكذلك الهم والإرادة والعزم... " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية).
والعبد يعرف من نفسه بلوغه درجة اليقين بالشيء كما يعرف أنه رأى الشيء أو سمعه، يقول ابن تيمية: " العلم واليقين يجده الإنسان من نفسه كما يجد سائر إدراكاته وحركاته مثلما يجد سمعه وبصره وشمه وذوقه، فهو إذا رأى الشيء يقينًا يعلم أنه رآه، وإذا علمه يقينًا يعلم أنه علمه، وأما إذا لم يكن مستيقنًا ؛ فإنه لا يجد ما يجده العالم، كما إذا لم يستيقن رؤيته لم يجد ما يجده الرائي، وإنما يكون عنده ظن ونوع إرادة توجب اعتقاده " (جامع الرسائل).
مختارات