لقست...
في الصحيحين:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي.»
ومع أن معنى لقست ومعنى خبثت واحد في لغة العرب
كما قال أبو عبيد
ومعناهما: غثت من الغثيان كما فسرها الإمامان وكيع وأحمد رحم الله الجميع
ولكن لما في معنى الخبث من الاشتراك مع معان أخرى تستقبحها النفوس كفساد الدين
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم للفظة الأخرى.
فمن توفيق الله لعبده هدايته لأكمل الألفاظ حتى في حديثه عن نفسه
فليس من التواضع وصف النفس بالصفات القبيحة المستخبثة والعدول عن الألفاظ السالمة من ذلك.
وقد تسمع من يقول عن نفسه كلاما يعده من المقت لها واتهامها لكنه كلام قبيح كأن يشبهها بالحيوانات أو بألفاظ شنيعة
والمؤمن يعترف بتقصيرة ويقول أسأت وقصرت ونحو ذلك ولا يلزمه شتم نفسه بالقذع من القول.
وفيه أن إرادة المعنى فقط لا تكفى في الخطاب
وأنه ينبغي للعبد أن يتحرز في،ألفاظه فينتقي ما يبلغ المقصود دون ما قد يفهمه السامع من المعان الأخرى.
والله الذي يهدي للطيب من القول.
اللهم اهدنا.
مختارات