" الحديقة الخامسة عشر : كَفُّ الأذى عن الناس "
" الحديقة الخامسة عشر: كَفُّ الأذى عن الناس "
كثيرة هي حدائق المعروف، وفضل الله فيها كثير، وسبل الخير فيها عديدة؛ فلا المقامُ يكفي، ولا الزمان يفي؛ غير أنها دلالة فحسب، وإلا ففي كتاب الله تعالى وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ما يشفي، غير أن نفوسًا قد تَضِنُّ على نفسها، وتبخل على صفحاتها، وتمسك عن إخوانها، حتى بالكلمة الطيبة التي لا يتحرك فيها من أجسادهم إلا اللسان، فلا هم في عمل خير باذلون، ولا هم بالكلمة الطيبة متحدثون، فما بقي إلا أن نقول لهم: اصنعوا في أنفسكم معروفًا، فكفوا أذاكم عن الناس، فلا تؤذوهم عملاً وقولاً؛ فإن أبا ذر رضي الله عنه قال: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال: «إيمانٌ بالله وجهاد في سبيله» قلت: فأيُّ الرقاب أفضل؟ قال: «أعلاها ثمنًا وأَنْفَسُها عند أهلها» قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تُعين ضائعًا أو تصنع لأخرق»، قال: فإن لم أفعل؟ قال: «تدع الناس من الشر؛ فإنها صدقة تصدق بها على نفسك» [رواه البخاري].
مختارات