تابع " من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام : المعاكسات "
تابع " من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام: المعاكسات "
تابع: سبل الوقاية والعلاج:
4- أن يبتعد الشاب عن الخلوة والوحدة؛ لئلا ينفرد به الشيطان ويغويه في الوقوع في مثل تلك الأعمال، وأن لا تترك البنت وحدها في المنزل بحجة عدم الرغبة بالذهاب مع الأسرة؛ فقد يسوِّل لها الشيطان أمر سوء، أو تكون متواطئة مع أحدهم، والعياذ بالله.
5-عدم خروج الفتاة مع السائق دون محرم إلى الأسواق أو الأماكن العامة، وعدم إيصالها إلى السوق أو الأماكن العامة وتركها وحدها؛ لأنها عرضة للمعاكسات ومضايقة الرجال، والتحرش بها؛ فقد يغوونها بالركوب معهم، أو الاتصال بينهم عن طريق الهاتف.
6- التقليل من نقاط الهاتف في المنزل – قدر الإمكان؛ بحيث لا ينفرد الأبناء بالهاتف في غرفهم، أو وضع جهازين للهاتف؛ بحيث يكون أحدهما لدى الأب والآخر في مكان الجلوس.
7- الحذر من أن تسترسل المرأة في الكلام مع الرجال الأجانب عنها، بل ومع محارمها بما تنكره الشريعة وتأباه النفوس ويُحدث في نفس السامع علاقة، ولتحذر أيضاً رفع الصوت عن المعتاد، وتمطيط الكلام (أدب الهاتف، الشيخ بكر أبو زيد)، وتحسينه وتليينه، وترخيمه بالنبرة اللينة واللهجة الخاضعة.
8- وعلى الرجل الراعي لأهل بيته أن يُرتب أموره على الستر والتصون وحفظ المحارم؛ فلا تكون المرأة هي أول من يبادر إلى إجابة الهاتف مع وجود أحد من الرجال، ولا تجيب في حال غيابهم في كل حال من الأحوال؛ بل حسبما يوجهها به ولي أمرها، وعليها السمع والطاعة في المعروف (أدب الهاتف، الشيخ بكر أبو زيد).
العـلاج:
يكون العلاج في الجملة بوسيلتين:
الأولى: الترهيب من خطر تلك المشكلة ونتائجها العكسية.
الثانية: الترغيب فيما أعده الله للمتقين المبتعدين عن موارد الرذيلة ومشارب الضلال الذين فَضلوا وعد الله على وعود الشيطان وأحابيله الكاذبة للمتبعين أهواءهم ويمنيهم: " وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا " [النساء: 120].
وعلى الآباء متابعة الأبناء متابعة دقيقة في التعرف على نوعيات أصدقائهم، وإلى أين يذهبون؟ وماذا يقرؤون؟ وما نوعية المتصلين والمتصلات بالهاتف الذين يطلبون الأبناء.
وماذا يعني انطواء الشاب أو الفتاة في الغرفة الخاصة الساعات الطويلة مع انشغال الهاتف؟ وهل نسمح للفتاة بأن تتصل بمن شاءت من زميلاتها و... دون أن نحاسبها، ونسألها؟وهل نسمح للبنت أن تذهب مع السائق ليتمشى بها، أو لتذهب إلى السوق أو لزيارة زميلة لها دون مراقبة دقيقة.
إننا لا ندعو إلى الشك المطلق في الأبناء؛ سواء علمنا عنهم شيئاً أم لم نعلم، وسواء كانوا من أهل الصلاح أم من غيرهم، وبالمقابل فإننا لا ندعوا إلى التجاهل المطلق.
إن كثيراً من الآباء وأولياء الأمور هداهم الله مفرطون غاية التفريط في حل تلك المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم (العبث المدمر، عبد الله بن صالح السالم).
قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا... " الآية [التحريم: 6]، وسوف يُسألون عنها يوم القيامة بين يدي الله عز وجل؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ألا كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه، فالإمامُ الذي على الناسِ راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عن رعيتِه، والمرأةُ راعيةٌ على أهلِ بيتِ زوجِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على مالِ سيدِه وهو مسؤولٌ عنه، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه» [صحيح البخارى].
وعلى الأم مسؤولية كبيرة في تربية بناتها على الحياء والستر، وتربيتهن على عدم رفع سماعة الهاتف؛ حتى لا يتعودن على محادثة الرجال وسماع أصواتهم؛ فتتكون العلاقات الآثمة، وأن تحذرهن من الذئاب البشرية الذين يستغلون الهاتف لاستدراجهن إلى الرذيلة والفجور.
ومن وسائل العلاج تزويج الفتيات والشباب في أوقات مبكرة من أعمارهم؛ صيانة للأمة من أن تتفشى فيها الأدواء القاتلة.
والزواج هو البلسم الشافي لكثير من مشكلات الزواج؛ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب ! من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنهُ لهُ وجاءٌ» [متفق عليه].
ومنها إشغال وقت الشاب والفتاة بما هو مفيد، مثل القراءة، وسماع الأشرطة النافعة، ومجالسة الصالحين، وأن تشغل الفتاة وقتها بأعمال البيت المختلفة.
ومن وسائل العلاج نصح من يعاكس؛ سواء من الشباب أو من الفتيات، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ولو أن كل واحد فعل ذلك لم يوجد من يعاكس لا عن طريق الهاتف ولا في الأسواق والشوارع؛ قال الله تعالى: " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " [آل عمران: 110].
ولكن إذا وقعت الفتاة في مشكلة تهديد المعاكس، ما هو العلاج؟ علاج مشكلة الفتاة التي تقع تحت تهديد ذلك المعاكس الخبيث بعد توبتها إلى الله ورجوعها إليه وإقلاعها عن ذلك النتن من العلاقات السيئة - حين تقع تحت تهديده بأن يفضحها بنشر التسجيل الذي سجله خفية من المكالمات بينهما، أو بنشر الصور التي أعطتها له حين إغواء الشيطان لها حين يوجد مثل هذا الأمر - فإن من الأفضل لها أن تعرض مشكلتها على من تثق به بإيجاد حل بشرط عدم الفضيحة؛ كأن تثق بأحد إخوانها أو أخواتها، أو بمعلِّمتها الصالحة، أو بإحدى الأخوات الداعيات، ولتعلم كل من وقع في هذه المشكلة أن الذين يقومون بالمعاكسات أصحاب شهوات ضعاف لا يواصلون الاتصال إذا وجدوا العزم الأكيد من قِبَلِ الفتاة في عدم الحديث معهم.
وَلْتَثق الفتاة أن المعاكس لا يستطيع عمل خطوات جريئة؛ لأن صاحب المعصية ذليل، ولخوفه من العار والفضيحة على نفسه، بل ولخوفه من الجهات المسؤولة أو من ذوي أمر الفتاة، وعلى الفتاة أن تدعو الله بأن يصرف عنها كيده ويرده في نحره، وهو القادر على ذلك سبحانه وتعالى.
أخي الكريم:
سعيد ذلك البيت الذي تحت قوامه راع عاقل بصير، غير فظ وغليظ، موفق بحسن التدبير وضبط الأهل من زوجة وولد، ومَنْ تحت رعايته في ظل الشرع المطهر، وقد لقنهم آداب الهاتف، ونشَّأ أولاده على ذلك، فأصبح لديهم من الأدب الموروث.
ومسكين صاحب البيت " المشبُوه " هاتفه في الدار مبثوث واقع في كف كل لاقط من بنين وبنات، وكبار وصغار، إذا دق جرس الهاتف لقطه أكثر من واحد (الصداقة في الإطار الشرعي، د.عبد الرحمن الزنيدي).
مختارات