" من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام : المعاكسات "
" من العلاقات الشيطانية التى توقع الإنسان فى الحرام: المعاكسات "
إن من حيل الشيطان اللعين في هذا العصر أن أوجد علاقة آثمة بين الرجال والنساء، وهي علاقة الهاتف (المعاكسة)؛ وهي سبيل شيطاني يدمر به بيوتاً بأسرها، ويجر بعض الشباب والفتيات إلى مهاوي الرذيلة.
إن بداية المعاكسات بدايتها اللهو المحرم، ونهايتها الفضيحة وهتك الأعراض.
إن المعاكسات لا تكون إلا من رجل ضعيف الإيمان قليل الحياء عديم الغيرة على نساء المسلمين؛ فيتصل على البيوت مستغلاً غيبة الراعي؛ ليتخذ فرصةً؛ علَّه يجد من يستدرجه إلى سفالته.
ويستغل ذالك المجرم المتلثم بسماعة الهاتف ضعف المرأة ليحكي لها نزاهته وعفته وبراءته؛ بل ونصحه لها و....، إلى أن تصدق تلك المسكينة؛ لتنقاد إليه ومعه، ولو بعد حين.
إن المعاكس لم يصل إلى هذه المرحلة إلا بعد اتصافه بالصفات الخبيثة الدنيئة، جعلته يتحدث مع فتيات أجنبيات خاضعات القول، يتحدثان بفاحش القول ورديئة وبذيئة.
أو يكون من فتاة قد ضعف إيمانها، وقل حياؤها، وغاب الرقيب عنها، فانجرفت وراء الكلام المزيف الجميل الذي يجرها إلى الهاوية.
أختي المسلمة: أتدرين ما المعاكسة؟ إنها البوابة الأولى إلى حظيرة الزنا.
أختي الفاضلة:أتدرين ما الفاحشة؟ إنها لذة ساعة وحسرة إلى قيام الساعة.
أختي المسلمة: ماذا يريد منك المعاكس وهو يستدرجك إلى اللقاء، ويزين لك حلاوة اللقاء، ويغريك بالزواج؟! إنه يريد أن يقضي منك حاجته ثم يرميك، ثم لا يبالي هو في أي وادٍ تهلكين.
أختي المسلمة: ليست الفتاة كالفتى؛ إذا انكسرت القارورة فلا سبيل إلى إعادتها، تشتركان في لذة ساعة، ثم ينسى هو وتظلين أنت أبداً تتجرَّعين غصصها، يمضي يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك والهم في نفسك.
وقد سُئل أحد الذين يقومون بالمعاكسات: هل ترغب بالزواج بمن تُعاكسها بالهاتف؟ فأجاب: لا، ولا بالعائلة التي هي منها؛ لأنها خانت ربها، ودينها، وأهلها، فكيف آمن أن لا تخون زوجها؟!
أخي المسلم... أختي المسلمة:
إن من أبرز مظاهر خطورة العبث المقيت بالهاتف:
أن يجعل الشاب من المكالمات خطوة أولى يتبعها خطوات أخرى؛ فيبدأ بتسجيل المكالمات التي يكون فيها كثير من التجاوزات؛ حينها ينقلب إلى أسد كاسر ضار يهددها بفضيحتها وبنشر ذلك والتسجيل بين أقاربها وذويها، وبعد ذلك يبدأ مسلسل التهديدات إن لم تستجب له لكل ما يطلب.
فإن كانت الفتاة ضعيفة فسترضخ تحت وطأة التهديد وستجيبه لكل ما يريد، حتى وإن كان عرضها، وأما إن كانت قوية الإرادة مدركة لعواقب الأمور، فإنها ستتركه، وستترك هذا العمل كله؛ لأنها ترى أنها وإن زلَّت بها القدم خطوة واحدة فإنها يجب أن لا تزل بها القدم خطوات أكثر خسارة إلى الهاوية؛ لأنها تعلم أن الشيطان إذا ظفر بخطوة واحدة فإنه يريد الأخرى؛ ليتدرج العبد في المعصية، ولذلك فقد نهينا عن اتباع خطوات الشيطان؛ إذ يقول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ.... " الآية [النور:21].
وقد نهينا أيضاً عن قرب الزنا، فقال عز وجل: " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا " [الإسراء: 32].
ولفظة القرب لها معان أكثر من لفظة الوقوع في الزنا؛ لأن النهي عن قرب الزنا يدخل فيه النهي عن النظرة المحرمة، وسماع الكلام المحرم، والخلوة من المرأة الأجنبية، وسماع الأغنية التي تدعو إلى الفاحشة... إلى آخره (كتاب العبث المدمر، عبد الله بن صالح السالم بتصرف).
نتائج المعاكسات:
لا يشك أحد بأن الهاتف من المخترعات النافعة والمفيدة؛ حيث سهَّل الاتصالات بين الناس في أنحاء العالم، ويمكن عن طريقة قضاء المصالح والأعمال، واختصار كثير من الأوقات؛ ولكن وجد من استغل هذا الهاتف بما حرم الله؛ من مضايقة المسلمين، والعبث بمحارمهم، دون خوف من الله وعقابه.
وإن من أخطر نتائج العلاقة بالهاتف هو هتك الأعراض؛ فإن المعاكس لا يريد من الفتاة إلا أعز ما تملك وهو عرضها؛ فهو يبدأ معها بالكلام الجميل المعسول ليستدرجها إلى ما يريد.
وإليكم هذه الحادثة: (التقت معه في السوق؛ كان يلاحقها بنظراته، ويتبعها من مكان إلى مكان – طبعاً لا محرم معها – متزينة متعطرة كاشفة عن يديها وأقدامها، ألقى إليها برقم هاتفه فاتصلت به، وعرف منزلها واسمها، وبعد عدة مكالمات أغراها واستطاع أن يستدرجها ويأخذها حيث الخزي والعار، قتلت نفسها بخنجر مسموم يسمى سماعة الهاتف) (كتاب تحذيرات وإشادات للمسلمات، محمد الدوسري).
وهذه حادثة أخرى:
(قالت وهي تذرف دموع الندم: كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، تطورت إلى قصة حب وهمية، أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي، طلب رؤيتي، رفضت، هددني بالهجر، بقطع العلاقة !! ضعفت، أرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة!!توالت الرسائل، طلب مني أن أخرج معه، رفضت بشدة، هددني بالصور، بالرسائل المعطرة، بصوتي في الهاتف، وقد كان يسجله، خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن...لقد عدت ولكن، عدت وأنا أحمل العار...قلت له: الزواج... الفضيحة... قال لي بكل احتقار وسخرية: إني لا أتزوج فاجرة، إني لا أتزوج فاجرة...) (الهاربات إلى الأسواق، عبد الملك القاسم).
فيا أيها العابث بحرمات المسلمين: اتق الله، واعلم بأن الله لك بالمرصاد، وأعلم أنك سترى ما تفعله ببنات وأعراض المسلمين في أختك وزوجتك وقريبتك؛ فالجزاء من جنس العمل.
إن الزنى دين فإن اقترضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
إن فاحشة الزنا من أقبح الفواحش؛ قال تعالى: " وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا " [الإسراء: 32]، وقال عز وجل: " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا " [الفرقان: 68-69].
وفي صحيح البخاري أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل وميكائيل قال: «فانطلقنا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغط وأصوات» قال: «فاطلعنا فيه فإذا رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم؛ فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا – أي صاحوا من شدة حره – فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني؛ فهذا عذابهم إلى يوم القيامة» هذا العذاب في القبر.
وروى الإمام أحمد والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في فرج لا يحل له» وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرقُ حين يسرق وهو مؤمنٌ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ، والتوبةُ معروضةٌ بعدُ»[متفق عليه] نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة.
ومن النتائج ذهاب الغيرة، حتى لا يستقبح الذنوب ولا يبغضها؛ لأن أشرف الناس أعلاهم همة وأشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس.
وكثير من العابثين بالهاتف لا يقتصر على عدم الاستقباح؛ بل يحسن الفواحش والظلم لغيره، ويزينه له ويدعوه إليه، ويحثه عليه، ولهذا كان الديوث من أخبث خلق الله، والجنة حرام عليه. والديوث: الذي يقر الخبث في أهله.
ومن لا غيرة له لا دين له؛ إذ الغيرة تحيي القلب، فتحيا له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ما أحد أغير من الله، ومن غيرته حَرَّمَ الفواحش ما ظهر منها وما بطن »[متفق عليه] وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه» [متفق عليه].
ومنها قسوة القلب بسبب المعاصي، ومنها إشغال الهاتف لفترة طويلة، وضياع الأوقات والساعات الطويلة في الكلام المحرم، وقتل الحياء والفضيلة.
فالهاتف هو البوابة التي بعبر منها المجرمون لقضاء حوائجهم في كل بلد من بلدان العالم...(العبث المدمر، عبد الله بن صالح السالم).
سبل الوقاية والعلاج:
يجب أخذ سبل الوقاية قبل أن يقع الرجل أو المرأة في شراك الشيطان وحيله، فيقعون في العلاقة الآثمة (المعاكسات)، ومن سبل الوقاية:
1- ضرورة تربية الأبناء على مراقبة الله عز وجل في السر والعلن والسراء والضراء، حتى إذا غاب الرقيب بقيت رقابة الله عز وجل حية في القلوب تمنع من الوقوع في مثل هذه الأعمال القبيحة، وإذا وفُقّ الأب لأبناء يراقبون الله ويخشونه حق الخشية فهو في مأمن عظيم من تلك الفتنة.
2- القناعة بأن لذة المعصية ساعة، ثم يعقبها حسرة، واللذة المحرمة ممزوجة بالقبح حال تناولها، مثمرة للألم بعد انقضائها.
زدْ على ذلك عذاب القبر وعذاب يوم القيامة إذا لم يتب العبد منها.
3- حفظ الجوارح عن المحرمات والمنكرات؛ قال تعالى: " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " [النور:30، 31].
مختارات