" الإحسان إلى الوالدين "
" الإحسان إلى الوالدين "
إن من تمام الوفاء وكرم الأخلاق التي جاء بها الإسلام أن يحسن الإنسان إلى من أحسن إليه، وفي هذا يقول الحق جل وعلا: " هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ " [الرحمن: 60]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه» (رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح).
وليس في الوجود أحد بعد الله سبحانه أسدى إلى الإنسان معروفا أكثر مما أسدى إليه والداه فقد ربياه صغيرا وآثراه على أنفسهما كبارا وكانا قبل ذلك السبب في وجوده وبروزه في الحياة شخصا سويا فقد بذلا من أجله الشيء الكثير، فمن أجل هذا ومن أجل أن يوفق الإنسان في دنياه وأخراه أمره الله جل وعلا ببرهما والإحسان إليهما والعطف عليهما وخفض الجناح لهما والترحم عليهما والدعاء لهما ومخاطبتهما باللين والرفق واليسر والحسن " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا " [الأحقاف: 15] (انظر: أحاديث الجمعة ـ عبد الله بن قعود).
أيها الأبناء:
آباؤكم هم الدار التي تجمع شملكم، وتحميكم من بأس عدوكم، وتدفع عنكم آفات الأيام، فإذا هدمت تفرق جمعكم واستضعفكم الناس وأصبحتم شتاتا متفرقين قل أن يجتمع شملكم كما لو كان آباؤكم يعيشون بينكم، يحترمكم الناس ويعزونكم إكراما لآبائكم، فإذا فقد أحدكم أباه شعر بالذل ووصف بعبارة الأسى " مسكين يتيم "، فاتقوا الله في آبائكم وأدوا إليهم حقوقهم وأجهدوا أنفسكم في كسب رضاهم، فهم الذين بذلوا أموالهم وسعادتهم من أجلكم وهم الذين أعطوكم من غير منٍّ ولا أذى راجين حياتكم وتعطونهم أنتم مع المن والأذى مرتقبين مماتهم، أطيعوهم والتزموا الأدب معهم ماداموا عندكم ولا ترفعوا أصواتكم فوق أصواتهم ولا تنظروا إليهم بعين الغضب، بروهم ولاطفوهم وأحسنوا إليهم ولا تحرموا أنفسكم الجنة بعقوقهما والتقصير في حقهما فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنفه، رغم أنفه رغم أنفه قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة» (رواه مسلم والترمذي)، (انظر: بر الوالدين ـ عبد الرؤوف الحناوي).
مختارات