" كيفية البر وأنواعه "
" كيفية البر وأنواعه "
إن الآباء والأمهات يشعرون ببر الأبناء من خلال أقوالهم وتصرفاتهم فالولد الذي حينما يصبح يدخل على أبيه وأمه فيلقي عليهما السلام ويعرض عليهما قضاء مطالبهما، ثم يطلب منهما الدعاء له قبل خروجه فإذا عاد سأل عنهما أولاً ثم سلم واطمأن عليهما، ويحاول أن يعمل دائماً على راحتهما وإدخال السعادة عليهما ولو على حساب راحته، ولا يجلس وأبوه واقف أو أمه، ولا يركب سيارة أو دابة قبل أن يركبا، ولا يسير أمامهما، وإن غاب عنهما سأل عنهما بالمراسلة والمهاتفة، ولا يدخر جهداً في إرضائهما، فهذا هو الإنسان البار الذي يرضى عنه الله ويرضى عنه والداه (انظر: السلوك الاجتماعي ـ حسن أيوب).
ومن أنواع البر أيضا:
1-أن لا يتضجر منهما أو من كثرة طلباتهما ولو بكلمة " أف " بل يجب الخضوع لأمرهما وخفض الجناح لهما ومعاملتهما باللطف وعدم رفع الصوت عليهما والإنصات لحديثهما.
2-شكرهما الذي جاء مقرونا بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: " وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " [الإسراء: 24].
3-اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وعظم شأنها وتعبها في الولادة والحمل والرضاعة، والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة، وبمعنى الطاعة والصلة.
4-الإحسان إليهما في القول والعمل والأخذ والعطاء وتفضيلهما على النفس والزوجة والولد، وتقديم أمرهما وطلبهما ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى: " " وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا " [لقمان: 15].
5-رعايتهما ولاسيما عند الكبر وملاطفتهما وإدخال السرور عليهما وملازمتهما قدر الاستطاعة في حال المرض أو العجز.
6-الإنفاق عليهما عند الحاجة بل الأفضل إعطاؤهما قبل أن يسألاه، قال تعالى: " قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ " [البقرة: 215].
7-استئذانهما قبل السفر وإخبارهما وأخذ موافقتهما إلا في حج فرض.
8-الدعاء لهما بعد الموت وبر صديقهما وإنفاذ وصيتهما(انظر: بر الوالدين وصلة الأرحام ـ عبد الله الجار الله). لأن بر الوالدين لا ينتهي بموتهما بل يمتد البر إلى ما بعد موتهما، فقد أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما ـ يعني الدعاء لهما والاستغفار لهما ـ وإنفاذ عهدهما ـ أي وصيتهما ـ من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما»(رواه أبو داود).
مختارات