بسمة وعمر..
طفلان لأحد الأصدقاء والأحبة رحلوا فجأة من حياة والديهم....
أكتب هذا المقال من أجلهم فقد ألهموني حروفه فجعلتهم عنوانا له.
في كل آلامنا جبر من الله تعالى وعزاء. وكلما كانت الآلام أشد كان الجبر أعظم ومن معاني اسم الجبار سبحانه أي عظيم الجبر فهو يجبر جبرا عظيما أعظم مما تتصوره العقول ويعزي المنكسرين شرعا وقدرا عزاء لايطيق وصفه الواصفون..
والجبر لا يسمى جبرا حتى يذهب الكسر ويقيمه.
ولما كان فقد الأطفال موجعا يلتهم القلوب والأحشاء جعل الله جبر الوالدين أعظم الجبر وأحسن العزاء.
فبشرهم بأن الوجوه الني رحلت عنهم هي في الجنة.
الآن.
الجنة بكل ما يتداعى للعقول من معاني الجمال والنعيم والسرور
الأطفال الذين يطربون فرحا بالحدائق والمتنزهات والألعاب ويتقافزون سرورا ويستبقون لأبوابها
كيف بهم إذا نزلوا في رياض الجنة وفنائها وملذاتها.
في الحديث:
(أطفالُ المسلمينَ في جَبلٍ في الجنةِ يكفلهمْ إبراهيمُ وسارةُ حتى يدفعونهُم إلى آبائهِم يومَ القيامةِ)
السلسلة الصحيحة للألباني.
أطفالهم في الجنة سواءصبروا أم جزعوا.
في،ضيافة إبراهيم عليه السلام واختار،الله الخليل والله أعلم لأنه عظيم الحب للذرية والابناء ولذلك ابتلاه الله في أحب شيء حين أمره بذبح ولده.
ولأنه عليه السلام رزق الذرية على كبر فحبه لهم لا يشبه حب الآباء.
وجعلهم مع سارة في كفالة الأسرة الحنيفية حيث الطهر والطيب والرحمة والأبوة والأمومة.
ومع أن الجنة فيها ما تشتهيه الأنفس ولكن الله متع الأطفال بلذة الأبوة الكاملة حتى يصل الوالدان ومع أن من النساء من هي أعظم درجة من سارة لكن الله تعالى أراد معنى الأسرة المتكاملة هنا والله أعلم
ومن عظيم الجبر
أنهم يبقون في صورة الطفولة وجمال الصبا بذات الوجوه الغضة والبسمات البريئة التي فارقوا بها أحبتهم.
حتى يرونهم من جديد
بسمة وعمر
هناك ينتظران حتى الموعد لن يفقد الأبوان حتى لذة احتضانهما ودفء،قبلاتهما
وفي سنن النسائي
قال صلى الله عليه وسلم لمن فقد طفله.
يا فلانُ، أيُّما كانَ أحبُّ إليكَ أن تُمتَّعَ بِهِ عمُرَكَ، أو لا تأتي غدًا إلى بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ إلَّا وجدتَهُ قَد سبقَكَ إليهِ يفتَحُهُ لَكَ، قالَ: يا نبيَّ اللَّهِ، بل يَسبقُني إلى بابِ الجنَّةِ فيَفتحُها لي لَهوَ أحبُّ إليَّ، قالَ: فذاكَ لَكَ.
وانظر إلى الجبر في لفظة (قد سبقك إليه)
الطفولة تنتظر بكل فطرة الطفولة من الاستباق والركض
كما كانوا هنا يسبقوننا إلى المحلات والأسواق والحدائق ونحاول الإمساك بهم.
هناك يسابقون آباءهم المؤمنين إلى الأبواب
مثلما تشرق فرحة طفل وقد سبق أهله إلى شيء ينتظر ردة فعلهم ومفاجأتهم بما لم يتوقعوه.
وفي حديث مسلم: صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه الجنة.
يأخذون بثياب آباءهم كما كان يتعلقون بها هنا.
بسمة وعمر يستبقان إلى أبواب الجنة التي يعرفانها من قبل ليفتحا لوالديهما المؤمنين بإذن الله.
بسمة وعمر تبقى ذاكرتهما حية لا ينسون صور أمهم وأبيهم بين ملايين الوجوه.
حيث الطريق إلى بيت الحمد
الذي أعده الله لقلوب قالت وهي تتفطر الحمد لله
واسترجعت وهي تحترق
وفي البخاري
ما مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بيْنَ يَدَيْها مِن ولَدِها ثَلاثَةً، إلّا كانَ لَها حِجابًا مِنَ النّارِ، فَقالتِ امْرَأَةٌ منهنَّ: يا رَسولَ اللَّهِ، أوِ اثْنَيْنِ؟ قالَ: فأعادَتْها مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قالَ: واثْنَيْنِ واثْنَيْنِ واثْنَيْنِ.
بسمة وعمر،أهدى لوالديهما حجابا من النار،
ورحلوا
إلى المكان الذي يحبونه ويسعدون فيه.
ولو قدر أن يكشف الغطاء
فرأت أم بسمة وعمر
الجنة وما فيها ورأت سعادة طفليها ما كان لها أن تتمنى أن يرجعوا إلى الدنيا أبدا.
هناك حيث لا مرض ولا برد ولا حرارة مرتفعة ولا تطعيم ولا خوف من مرض ولا ورم ولا قلق من سيارة أو شارع ولا حزن على دراسة ونتيجة ولا مستقبل ولا خوف من انحراف أو ضلال.
هناك
حيث يدخر الإنسان أغلى ما عنده في حرز مكين وأمن كلي شامل.
تمر الحياة كالبرق.
غدا يرتوي الحبيب من حبيه.
مختارات