" الكريم "
" الكريم "
الجواد الكثير الخير، ومن أكثر خيرًا من الله يسهل خيره ويقرب تناول ما عنده؛ فليس بينه وبين العبد حجاب، وهو قريب لمن استجاب، وهو الكريم العزيز الذي له قدرٌ عظيم المنزَّه عن النَّقائص.
والكرم: سرعة إجابة النفس، وهو نقيض اللؤم.
أثر الإيمان بالاسم:
- الله كريم يستحيي أن يردَّ عبده حين يسأله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وتَعالىَ حييٌّ كَريمٌ يَسْتَحيي مِنْ عَبْده إِذَا رفع يَديْه إليه أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا» (أبو داود والترمذي).
- من كَرَمه تعالى مضاعفةُ الحسنات؛ بدءًا من ضعفها وعشرة أمثالها وحتى سبع مائة ضعفًا وأكثر، وجعله السيئة كما هي.
- ومن كَرَمه - عز وجل - احتساب الحسنات وثواب العبادات لمن لم يبلغه سن التكليف من الأطفال.
- ومن كرمه – تعالى - أفضالُه على مَن يكفر بنعمه؛ فالله – تعالى - كريم في نفسه، وإن لم يعبده أحد فعظمته ليست مفتقرة إلى أحد؛ " وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ " [النمل: 40] غنيٌّ عن العباد وشكرهم وعبادتهم، وكريم يعمُّ بخيره في الدُّنيا الشَّاكر والكافر، ثم يحاسبهم ويجازيهم في الآخرة.
- سَمَّى الله – تعالى - كتابَه كريمًا؛ " إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ " [الواقعة: 77] لما فيه من مكارم الأخلاق، وقيل: لأنَّه يُكرَم حافظُه ويُعَظَّمُ قارئه.
- وتكريمًا لحقِّ الوالدين أمر عبادَه ووَجَّهَهم لآداب الحديث معهما؛ " فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا " [الإسراء: 23] أي قولًا ليِّنًا طيِّبًا حسنًا بتأدُّب وتوقير وتعظيم.
- رغم أنَّ الاسمَ ورد في القرآن ثلاث مرات فقط، إلا أنَّ اللهَ أَسْبَغَ صفة اسمه على أعظم عطاياه في الآخرة وهي الجنة؛ فجعل الجنةَ هي أكرم مدخل ورزق وأجر؛ " إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا " [النساء: 31]، " أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " [الأنفال: 74]، " تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا " [الأحزاب: 44]، " مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ " [الحديد: 11].
- في تساؤل إلهيٍّ بعد ذكر مشاهد قيام الساعة وفناء الدنيا يقول - عز وجل: " يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ " [الانفطار: 6]، وقد يتوهَّم بعضُ الجهلة من أنه إرشادٌ إلى الجواب؛ حيث قال: " الكريم " حتى يقول قائلُهم: غَرَّه كَرَمُه، لكنَّ المقصودَ من هذا التَّساؤل هو التَّهديد؛ لينبِّه على أنَّه لا ينبغي أن يُقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السوء.
مختارات