" تداعي الأمم الكافرة على الأمة الإسلامية وسبب ذلك "
" تداعي الأمم الكافرة على الأمة الإسلامية وسبب ذلك "
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن» فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت» صحيح [رواه أبو داود (4297)].
وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة (العينة – الكسر – السلف، والمراد أن يبيع شيئًا من غيره بثمن مؤجل، ويسلم إلى المشتري ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل مما باع به، وينقده الثمن)، وأخذتم أذناب البقر (كناية عن الاشتغال عن الجهاد بالحرث)، ورضيتم بالزرع، وتركتكم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» صحيح [رواه أبو داود (3462)].
وعن عطاء بن رباح قال: «كنت مع عبد الله بن عمر: فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة، فقال ابن عمر: سأخبرك عن ذلك بعلم – إن شاء الله تعالى – قال: «كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وابن عوف، وأبو سعيد الخدري رضى الله عنهم، فجاء فتى من الأنصار، فسلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلس فقال: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقًا، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم له استعدادًا قبل أن ينزل بهم، أولئك من الأكياس، ثم سكت الفتى وأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا معشر المهاجرين خمس إن ابتليتم بهن ونزلن فيكم، أعوذ بالله أن تدركوهن: * لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم.
* ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المئونة، وجور السلطان عليهم.
* ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا.
* ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم، وأخذوا بعض ما كان في أيديهم.
* وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا ألقى الله بأسهم بينهم». ثم أمر عبد الرحمن بن عوف يتجهز لسرية بعثه عليها، وأصبح عبد الرحمن قد اعتم بعمامة من كرابيس سوداء، فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نقضه وعممه بعمامة بيضاء، وأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحو ذلك وقال: هكذا يا ابن عوف اعتم فإنه أعرب وأحسن، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يدفع إلى اللواء، فحمد الله تعالى، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: خذ ابن عوف، فاغزوا جميعًا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، فهذا عهد الله وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم حسن [رواه الحاكم: (4/540)].
وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتركبن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، وباعًا بباع، حتى لو أن أحدهم دخل حجر ضب دخلتم، وحتى لو أن أحدهم ضاجع أمه بالطريق فعلتموه» صحيح [رواه الحاكم: (4/455)].
مختارات