" القـابض "
" القـابض "
يطوي برَّه عمَّن يشاء، وقد اتَّفق معظم العلماء أنَّ القبضَ في ثلاثة أمور:
1- قابضٌ للأرزاق: ويقبض الرِّزق عمَّن يشاء بلطفه وحكمته، ويقبض الصَّدَقات من الأغنياء، ويبسط الأرزاق للفقراء.
2- قابضٌ للأرواح: يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه على العباد، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة.
3- قابض للقلوب: يقبض القلوب فيضيقها حتى تصير حرجًا؛ " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ " [الأنعام: 125].
القبض هو: التقتير والتضييق.
أثر الإيمان بالاسم:
- قَبْضُ اللهُ للرزق عن عباده فيه حكمة بالغة؛ وتوضِّحها الآية: " وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ " [الشورى: 27].
- ولأنَّ قبضَ الله تعالى فيه حكمة إلهية لا يدركها البشر، فقد نهى الله تعالى عباده عن قبض اليد؛ أي الامتناع عن الإنفاق على الخير، وبلغ في النَّهي حدَّ أن جعلها صفةً للمنافقين؛ " الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " [التوبة: 67].
- ولأنَّ الغلاءَ والرُّخص والسَّعة والضِّيق بيده سبحانه، ردَّ الرسولُ صلى الله عليه وسلم على الناس حين قالوا له: «يَا رَسُول الله غَلاَ السَّعْرُ فَسَعَّرْ لنا» فقال: «إنَّ الله هو المسعِّرُ القابض الباسطُ الرازق»(أبو داود والترمذى) وشاهد هذا الحديث قوله تعالى: " وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " [البقرة: 245]؛ حيث تفرَّد الله بقبض الأرزاق وبسطها على من يشاء.
- وتتجلَّى عظمة تفرُّده تعالى بالقبض وقت زوال الدنيا، كما تفرُّده بالملك آنذاك في قوله صلى الله عليه وسلم: «يَقبضُ اللهُ الأرضَ ويطوي السماوات بيمينه، ثُمَّ يَقُولُ: أنا الملكُ، أينَ مُلوُكُ الأرض» (البخارى ومسلم).
- مَنْ ضُيِّق عليه في رزق أو قلب أو غيره ينبغي ألَّا يلجأَ إلَّا إلى القابض الباسط، ويعلم أنَّ ذُلَّ الضِّيق بعدله سبحانه لمصلحته؛ فهو لا يظلم أحدًا سبحانه عز وجل من قائل: " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " [الزمر: 67].
مختارات
-
المناهى اللفظيه للشيخ العثيمين 3
-
" الصلاة ملجأ المؤمنين وأمان الخائفين "
-
حكم الدعاء بغير العربية في الصلاة?
-
" زيد بن ثابت - جامع القرآن "
-
هل يؤجر على ذكر اللسان مع غفلة القلب
-
ليس في السنة ذكر خاص لركوب البحر?
-
اسم الله الوهاب 1
-
الرسالة السماويه
-
" ذلك فضل الله "
-
" الاستقامة على دين الله - أهمية فهمها والعمل بها "