" الخلاق "
" الخلاق "
الخالق خلقًا من بعد خلق؛ وهو صيغة مبالغة للخلق.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
وجودُ هذا الخلق العظيم المحيط بنا دليلٌ على قدرة الخالق وعلى عظمته وكماله؛ فالإنسانُ يَعْجَزُ في كثير من الأحيان عن معرفة جوانب كثيرة من الأرض التي يعيش عليها مع أنَّها صغيرةٌ جدًّا إذا ما قيست بالنسبة لبقية الكون الفسيح المليء بملايين النجوم والأقمار التي يعجز عن حصرها أو عدِّها؛ وهذا كلُّه في السَّماء الدنيا التي فوقها ستُّ سماوات طباقًا وفوقهن الكرسيُّ والعرشُ أعظم من ذلك، والخالق فوق العرش، وهو جَلَّتْ عظمتُه أكبرُ من كلِّ شيء وأعظم.
وما خَلَقَ اللهُ هذا الخَلْقَ العظيمَ لَهْوًا ولا عَبَثًا؛ إنَّما خَلَقَه لغاية عظيمة؛ " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " [المؤمنون: 115]، وقد أوضح – تعالى - هذه الغاية في موضع آخر: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات: 56]، عبادة الله الذي يَجْزي المسيءَ السَّيِّئة والمحسن الحسنى.
العدم لا القدم:
أخبر اللهُ – تعالى - عن نفسه أنَّه هو الخالقُ وحدَه وما سواه مخلوق؛ " هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ " [فاطر: 3]؛ كُلُّ ما سوى الله مخلوقٌ محدَثٌ، كائن بعد أن لم يكن، سَبَقَه العَدَمُ؛ " هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا " [الإنسان: 1] وهذه الآياتُ تَكْشف بوضوح خطأَ وجهلَ الفلاسفة القائلين بقدَم العالم وأبديَّته.
والله لم يَزل خالقًا كيف شاء ومتى شاء؛ " كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [آل عمران: 47].
مختارات