" رياضة الصعاب "
" رياضة الصعاب "
على طالب السُّمُوِّ أن يوَطِّنَ نفسه على اجتياز ألف عقبة، وأن يحسب لنفسه ألف هزيمة قبل الوصول إلى الظفر الأخير، وهذا التوطين يتطلب منه سهرًا متواصلاً ومعرفة للذات، والاحتراس من كل زلة، والامتناع عن كل لذة وقتية إذا كانت تمنع خيرًا مقبلاً، والتوكل على الله، والصبر الصبر؛ فإن هذه الطريق: «... طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضرَّ أيوب وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم (الفوائد) فما وهنت قواهم ولم يتقاعسوا عن السير؛ بل زادهم هِمَّةً إلى هِمَّتِهم وعَزْمَةً إلى عَزْمَتِهم، وقد قال تعالى مبينًا حقيقة النهاية: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173].
وسواء كانت الغَلَبَةُ في الدنيا أم في الآخرة فإن هذا لا يَفُتُّ في أعضاد أهل الحق ولا يزعزع من ثباتهم.
مختارات