" الجزاء من جنس العمل "
" الجزاء من جنس العمل "
اقتضت حكمة الله جل وعلا أن يوجد من بين خلقه من ينال جزاءه في الدنيا من جنس أعماله ومخالفاته وذنوبه.
ومن بين الذنوب التي يكون فيها الجزاء من جنس العمل غالبا: هتك الأعراض.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حكيما في تقرير هذا المبدأ، حينما أتاه شاب قد غلبته نفسه وضاقت عليه عفته، فاستأذنه في الزنا، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن أجاب عليه بقوله: «يا فتى افترضاه لأمك؟» قال: لا يا رسول الله، جعلني الله فداك، ثم قال: «افترضاه لأختك؟ افترضاه لعمتك؟ افترضاه لخالتك؟» وفي كل مرة يقول الشاب: لا يا رسول الله، ثم قال الشاب: ادع لي يا رسول الله، فوضع يده صلى الله عليه وسلم على قلب الشاب وقال: «اللهم حصن فرجه، وطهر قلبه واغفر ذنبه » [رواه أحمد].
وينذر أن ينجو الزاني من أداء دين الزنا، فإن وقائع الأزمان شاهدة على أن الزناة يتجرعون مرارة هتك أعراضهم سواء بناتهم أو أخواتهم أو غيرهن من الأقارب، وإليك قصة حديثة شاهدة على ذلك:
(ففي أيامنا هذه، قبض أحد رجال الحسبة على شاب مع فتاة قد غرر بها وهددها، حتى خرجت معه، وفعل بها الفاحشة، وتم الإجراء المناسب بحقهم، وبعد مدة تزيد عن ستة أشهر قبض على شاب مع فتاة وتم استدعاء ولي أمرها فإذا ولي أمرها هو الشاب الذي قبض عليه قبل ستة أشهر!)(الهاربات إلى الأسواق، عبد الملك القاسم).
وكما أن الهاتك لأعراض الناس بالمنكر والفاحشة يكون سببا في تنغيص حياتهم، وتروع قلبهم، وتشتيت مجتمعهم، فإنه كذلك يجازي من جنس فعله، فيعيش بعد قضاء وطره، في غم وهم ونكد.
يقول أحد التائبين بعدما اقترف ألوان الفحشاء والمنكر:
أنا وسيم جدا كنت أطارد النساء أينما حللن وكانت لي مغامرات لا يعلم بها إلا الله،.. هذه المغامرات التي فتحت لي اليوم أبواب المشاكل وعصفت بنفسيتي وجعلتني أستعيد كل لحظة عشتها مع إحداهن فحياتي الزوجية مهددة بسبب تلك العلاقات وعندما قلت سابقا: إنني أستعيد كل لحظة مع أحداهن، فإنني أقولها حقيقة، وأقولها بمرارة كبيرة لأنني أتصور أن زوجتي الآن تمارس نفس الدور، وأن حركة يدها في السوق مثلا تعني شيئا لواحد ينتظرها أو أن لفتتها، حتى لو كانت عفوية في السيارة تعني شيئا بل أكثر ما يطحن في نفسي هو أنها إذا أمسكت بسماعة الهاتف وتحدثت لإحدى أخواتها أو صديقاتها، إلخ، أظل ساكنا متابعا لكل كلمة تنطقها، وكثيرا ما جلست أحلل كلماتها ومعانيها، إذ إنها ربما تعمل مثل صاحباتي السابقات اللائي كن يتحدثن معي على أنني إحدى زميلاتهن، أو صديقاتهن، ودوما يكون حديثهن مؤنثا.. مثلا(ما تدرين يا فلانة) كل هذا وغيره كثير مما أواجهه مع نفسي.. ولا أدري ماذا أصنع حيال هذا وغيره كثير مما أواجهه مع نفسي... ولا أدري ماذا أصنع حيال هذا الموقف العجيب الذي أعيشه، إن بي رغبة في أن أريح نفسي من هذا العناء إلى درجة أنني فكرت في تطليق زوجتي وهو الحل الأسلم الذي أراه أمامي، وفكرت بعد طلاقها أن لا أتزوج بعدها.. (جريدة البلاد) والجزاء من جنس العمل.
مختارات