"تدوين المذهب"
" تدوين المذهب "
اعلم أن الإمام أحمد لم يصنف كتابًا في الفقه، وإنما أخذ أصحابه مذهبه من أقواله. وأفعاله. وتقريراته.
وإذا نقل عنه في مسألة قولان، وأمكن الجمع بينهما ولو بحمل العام على الخاص، أو مطلق على مقيد فهما مذهبه وإن تعذر الجمع. وعلم التاريخ. فمذهبه الثاني لا غير، وإن جهل التاريخ فمذهبه أقر بهما من الأدلة.
وقد نقل عنه (132) عالمًا ذكر ذلك صاحب (الإنصاف) وترجم لهم على حروف المعجم، وقال: إن من نقلوا عنه الفقه يزيدون على المائة والثلاثين.
" الأصول عند الأئمة الأربعة "
الأصول المجتمع عليها خمسة:
1- الكتاب.
2-السنة.
3-الإجماع.
4-القياس.
5-الاستصحاب.
" أصول المذهب "
الأول: (النص) عند الإمام أحمد، فإنه كان رحمه الله إذا وجد النص أفتى بموجبه، ولم يلتفت إلى ما خالفه، ولا إلى من خالفه كائنًا من كان، حتى أنه إذا ورد حديثان، كان له قولان، وإذا ورد ثلاثة فكذلك.
الثاني: ما أفتى به الصحابة، فكان رحمه الله، إذا وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم فيها، لم يتجاوزها إلى غيرها.
الثالث: إذا اختلف الصحابة، تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب والسنة، ولم يخرج عنها.
الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف، إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس وليس المـراد بـ (الضعيف) عنده الباطل، والمنكـر، ولا متهم الرواية بل الحـديث الضعيف عنده قسيم الصحيح، وقسم من أقسام الحسن.
الخامس: القياس فكان رحمه الله يستعمله للضرورة، وقد سأل الإمام أحمد الشافعي، عن القياس فقال: الإمام (الشافعي) إنما يصار إليه عند الضرورة.
مختارات