كيف حال الـ (1300.000.000 ) في رمضان ؟!
** (مليار) و (300) مليون.
هذا هو العدد التقريبي لأهل الإسلام اليوم.
وُضوءُ هم واحد.
صَلاتُهم واحدة.
صِيامُهم واحد.
حَجُّهم واحد.
كلهم يعبدون إلهاً واحداً، لا إله إلا هو، وهم له مسلمون.
** ولكن: كيف هي قلوبهم نحو بعضهم؟ وكيف هو همهم في نصرة دينهم؟ وكيف هم في غاياتهم؟.
** الجواب: هو كما تمثله مآسي أهل الإسلام على خارطة العالم. وقد صارت في هذا العام أشد إثخاناً، وأعظم عصفاً بالأمة وترابطها.
هاهو رمضان يحل في ساحة الأمة، وفي رمضان تتجلى معانٍ سامية، يغترف منها الواردون وينهلون من معينها: ) قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ( [1].
وأنت أيها القارئ مدعوٌ لأن تأخذ (حظك) من هذه (الغنيمة الكبرى) وأنت تصطفُّ حول (مائدة) الرحمن، التي خص بها أهل الإيمان من أمة محمد r.
وإنَّ من أعظم ما ينبغي النَّهل منه هو: تحقق الأخوة الإيمانية بين المسلمين، فيوالي بعضهم بعضاً عملاً بقول الله تعالى: ) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ([2]، وقول النبيِّ r: " مَثَلُ المؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وتَرَاحُمِهِم، كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ، إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضوٌ تَدَاعَى له سائرُ الجَسَدِ بالحُمَّى والسَّهر ".
وإن مما يؤكد الوحدة الإيمانية من خلال تشريع الصوم ما ثبت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الصوم يوم تَصُومون، والفِطْر يوم تُفْطِرون، والأضحى يوم تضحُّون " رواه أبوداود والترمذي وابن ماجة.
قال الإمام أبو عيسى الترمذي ـ رحمه الله ـ بعد تخريجه هذا الحديث:
وفَسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا: أنَّ الصوم والفِطر مع الجماعة وعِظَمِ الناس. ا.هـ.
فتأملوا ـ رحمكم الله ـ في هذه الوحدة الإيمانية، التي جمعت بين قلوبكم على اختلاف ألسنتكم وألوانكم وأوطانكم، إنها وحدة لا يمكن أن يشبهها وحدةٌ على وجه الأرض، فَلِمَ التفريط فيها والغفلة عنها: ) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( [3].
لماذا عقوق الآباء والأممهات؟!
ولماذا التقاطع بين الإخوان وذوي الأرحام؟!
ولماذا التصارم والتشاحن بين الأزواج؟!
ولماذا تهاجر الجيران؟!
ولماذا انفصام عُرى الأخوة بين أهل الإسلام؟!.
لقد كان حصاد ذلك أنَّ: (1300.000.000) فَقَدَت ميزتها وعنفوانها: " غُثاءٌ كَغُثَاءِ السَّيل ".
أما أُمة الإسلام: فلم الاستخذاء والهوان، والالتفات لأمم الأرض الأخرى تتطلب من ورائها عزاً وتبتغي بتقليدها رفعة ومجداً، كيف غفلوا عن قول بارئهم جلَّ وعلا: ) الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ([4].
فياله من دِينٍ ما أعظمه، فكيف يغفل عن عظيم هذه النعمة الغافلون !!.
نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ، إنه هو الوهاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
[1]) سورة البقرة، الآية: 60.
[2]) سورة التوبة، الآية: 71.
[3]) سورة الأنفال، الآية: 63.
[4]) سورة المائدة، الآية: 3.
مختارات