"فلا تسَلْ عن حُسنهن وطولهن"..
هذا بيان أمنا الصِّدِّيقة رضوان الله عليها عن عبادة سيدنا أبي القاسم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
انظر لفظة" الحسن"، وتأمل أنوارها الشريفة المباركة!
وقد غاب كثير من المتعبدين عن لحظ هذا المعنى العظيم: أن يقوم بالجمال بين يدي ربه، فهو يعلم أن ربه يراه ويسمعه وهو معه سبحانه وبحمده، فيتجمل في ثوبه وقلبه وهيأته وحركته وقراءته وركوعه وسجوده، فمن رآه أحب عبادته، وعلم أنها عبادة محب لربه، لا يعجل ولا يضطرب ولا يتأفف، فليس هذا من الجمال في شيء.
ويتجمل في صدقته فيخرج أطيب ما لديه وأحبَّه، وفي خلواته فيكون على قصد الجمال نيةً وحالا، وعملا وإقبالا، وسائر ما يكون منه من وجوه التعبد.
وقد كان السلف يتجملون ويتطيبون في صلواتهم ويطيبون المساجد ويسرجونها لاسيما في ليالي العشر" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
ومن عرف أن ربه الملك الغني الجميل، اجتهد وسعه في التجمل والسكينة وبذل أطيب ما عنده وأحب ما لديه، فإن ربه غني عن عبادته، وهذا موجب الإحسان والانكسار، لعل الله سبحانه وبحمده يرحمه فيقبله ويعفو عنه.
مختارات