الْوَهَّابُ
د. باسم عامر
بسم الله الرحمن الرحيم
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ آل عمران: ٨.
وقال عزَّ وجلَّ: ﴿ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴾ ص: ٩.
- المعنى:
الوهّاب في اللغة صيغة مبالغة، من وهب، أي: أعطى، والهبة هي العطية الخالية عن الأعواض والأغراض، فالوهّاب هو الذي يعطي بلا عوضٍ ولا مقابلٍ ولا غرضٍ، فالله تعالى هو واهب العطايا الكثيرة، وهو المتفضل بالعطايا بغير حدود، فإنه سبحانه بيده خزائن كل شيء، ومقاليد كل شيء، ومفاتيح كل شيء، وله ملك كل شيء.
والله الوهّاب الذي وهبنا النعم الكثيرة الجليلة، فهو الذي وهبنا العقول والقلوب والأسماع والأبصار، وهو الذي وهبنا الأموال والطعام والأزواج والأولاد، قال تعالى: ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ النحل: ١٨.
ومن أعظم هبات الله تعالى لعباده الهداية إلى الإسلام، فهي السبيل للنجاة في الآخرة، لذلك شُرِعَ للمسلم أن يدعو الله تعالى في صلاته في كل ركعة من ركعاتها بأن يهديه الله إلى الصراط المستقيم، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ الفاتحة: ٦.
- مقتضى اسم الله الوهّاب وأثره:
استحضار اسم الله الوهّاب في حياة المسلم يقتضي منه شكر الله تعالى على هباته وعطاياه، فكم وهبنا الله تعالى وأعطانا من غير سؤال، وكم غفلنا عن شكره وحمده والثناء عليه، قال تعالى: ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ النحل: ١٨، فحريٌ بالمسلم إذا عرف ربه باسمه الوهّاب أن يكثر من شكره وحمده والثناء عليه.
ويقتضي هذا الاسم كذلك دعاء الله تعالى وسؤاله، فمن أراد أن يهبه الله تعالى شيئاً فليتذكر اسمه الوهّاب ويدعوه به، كما أخبر الله تعالى عن دعاء الراسخين في العلم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ آل عمران: ٨.
ولا حرج للمسلم أن يطلب من الله تعالى أن يهبه من خيري الدنيا والآخرة، فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان أكثرُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم آتِنا في الدنيا حَسنة وفي الآخِرة حَسنة، وقِنا عذابَ النار) متفق عليه.
مختارات