المرأة التي تطالب زوجها بالمال..
بعد صلاة الظهر قابلني رجل يشتكي من زوجته، والمشكلة باختصار هي كثرة المطالب المالية رغم أنه متقاعد وراتبه بسيط وعليه التزامات.
فقلت للرجل: أريد الصلح بينكم، فاختر موعداً لأزوركم، وفي اليوم التالي ذهبتُ معه إلى بيته.
فطلبتُ منه أن يحضر زوجته، ولمّا حضرت قلت لها: تحدثي عن الخلاف بينكم، فبدأت تشتكي من قلة المال وأنه لاينفق عليهم، ولم تذكر شيئاً آخر غير قضية المال.
ثم تكلم الزوج وقال: اشتريت شقة تمليك، وعلي أقساط ويبقى من الراتب ٢٥٠٠ وعندي ديون أسددها، ويبقى نحو 1500 ونحن نعيش عليه ونحاول نبحث عن وسيلة أخرى لكسب المال.
فنظرت للزوجة وقلت: لماذا لاتحمدين الله على هذه النعم التي لديكم ؟
فلديكم شقة تمليك واسعة، وأسرة صالحة، وسليمة من الأمراض، وقلت لها: فكري في الموجود ولاتبحثي عن المفقود، وكوني قنوعة مع أسرتك، وإياك أن تحرضي الأولاد على أبيهم لأجل قلة ماله.
والواجب عليك يا أختي أن تصبري على هذه الظروف التي لايقدر زوجك على تغييرها، فوعدتنا خيراً.
واقترحتُ على الزوج أن يعطيها بقية الراتب لتتولى هي الدفع منه لنرى كيف تتصرف.
هنا تعليقات:
1- يجب أن تدرك الزوجة أن قلة مال الزوج إن كان بسبب ديون ضرورية كالسكن والأثاث ونحو ذلك فلابد من الصبر والتعاون معه حتى تتم تجاوز تلك المرحلة، وأما إن كانت الديون بسبب تضييعه للمال في السفر والرحلات والتوافه، فهنا لابد من الحزم معه من جهة الزوجة أو أهلها لكي ينتبه الزوج لمسؤلية أسرته ويحفظ ماله من الفوضى في إنفاقه هنا وهناك.
2- إن بعض النساء تتعامل مع زوجها بكل قسوة ولاتنظر له من باب الرحمة، فتأمل في هذه المرأة كيف تطالب زوجها بكثرة الإنفاق مع أنه لايملك إلا اليسير من المال، وكان الواجب عليها أن تقف معه نفسياً، وتستمع بالحياة معه حسب الظروف التي يعيشونها.
مختارات