يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
بعض الناس يريد أن يكون مختلفاً في كل شيء، فهو ليس نمطياً ولا تقليدياً ولا متأخراً، بل يريد أن تكون مواقفه واختياراته ومقالاته ابداعية وفيها خرقاً للعادة وبعداً عن التنميط!
لذا مثله يأنف من المشاركة في صولات أو جولات معتادة، كالحديث عن الشركيات أو البدع أو التغريب أو المقاطعات أو ما يدور بين عامة الطوائف على الفيس بوك أو وسائل التواصل عموماً لمجرد أنه مختلف وغير متكرر!
فإنه إذا قام بذلك فما الفرق بينه كمثقف اسلامي أو مثقف عادي وبين الآخرين؟!
بل أحياناً "داخل قرارة نفسه" يعرّفهم بالغوغائيون والسائرون خلف القطيع بلا بوصلة ولا رؤية!
لذا تجده أحياناً في غاية الميوعه أو في منتصف الميوعة، وأحياناً أخرى يمثل الشدة أو في المربع الأول منها، حتى يظل اختلافه متنوعاً لأنه ليس لمثله أن يكون له شبيه في الثقافة والإبداع المعاصر!
الله عز وجل هو المطلع على الناس، وهو الذي يعلم من الذي يريد الحق ويدافع عنه ويبينه للناس ولا يتأخر عنه لدنيا يصيبها أو لضرر يخافه، لذا لن ينفعنا اندفاعنا بدون نيه للدفاع عن الحق ووأد الباطل، كما أنه لن يرفعنا المراوغة في استخدام الأساليب الآمنة بحجة عدم النمطية أو البعد عن التقليد أو النجاة من السير وسط سياسة القطيع!
(يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور)
مختارات