" الرحيـم "
" الرحيـم "
الرحيم والرَّحمن اسمان مشتقَّان من الرَّحمة؛ لكن " الرَّحمن " أشدُّ مبالغةً من الرحيم؛ حيث شمل " الرحمن " الخلقَ كُلَّهم، وَقيل: الرَّحيم خاصٌّ بالمؤمنين فقط ؛ " وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا " [الأحزاب: 43].
وَقيل: " الرَّحمن " صفةُ ذات، و " الرحيم " صفة فعل؛ لأجل ذلك يُقال: رجلٌ رحيم، ولا يُقال: رحمان.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
يقتضي من العبد أن يَسْعَى للاتِّصاف بصفة الرَّحمة؛ رجاءً وطلبًا لنَيْل رحمة الله؛ فَحَظُّه من رحمة الله مشروطٌ برحمته لمَن حَولَه؛ كما اشترطها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَم النَّاس»(البخاري (7376)).
واشتد صلى الله عليه وسلم في ذلك مُشْتملاً جميعَ الخلق: «مَن لا يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ» (البخاري (7376)) وقد دَخَلَتْ مومس الجنةَ برحمتها لكلب من العطش سقته بخُفِّها ((3467) مسلم (5998)).
دلَّ على ذلك وأَكَّد عليه مشاركتُه - عزَّ وجَلَّ - لعباده بهذه الصِّفة؛ " فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " [يوسف: 64] وتأكيدًا على ذلك وصف النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالرَّحيم ؛ " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ " [التوبة: 128].
مختارات