من أقوال الشيخ سليمان العبودي
حكمــــــة
من أكبر أسباب قلة بركة كثير من طلبة العلم؛ سيطرة مفهوم الفصل التام بين مرحلة التلقي ومرحلة العطاء.. يظن أن مرحلة التلقي غير قابلة للعطاء معَ أن أعظم أسباب تنمية الموجود وأهم المحفزات لطلب المفقود؛ هو في نشر تلك الحصيلة القليلة من المعاني المحكمة التي أدركها الطالب في يفاعته حينما تورد مثل هذا السياق تأتي الكلمات المحذِّرة من التصدّر والتزبب إلخ ولاشك أن التصدر قبل أوانه غلط، لكن بث الآية والحديث وتصدير العلم المحكم النافع في الدوائر القريبة المحيطة بالشاب من أجل القربات، ومن يعجز عن شيءٍ من هذا؟! إلا بسبب سيطرة مفهوم الفصل بين زمن العطاء والأخذ يعجبك الشاب لديه ثلاثة دروس يحضرها أسبوعيا وتجده حافظا لعدد من المتون ومستوعبا لكثير من المحكمات؛ لكنه نخلة مائلة لا يسقط تمرها في حوضها!
حكمــــــة
عدم صحة دليل خاص على فضل معاوية هو بحد ذاته دليلٌ على فضله، إذ إن الصحابة كانوا يحدثون بأحاديث فضلهم ويقبل منهم فلو حدَّثَ لقُبل منه بلا ريب
لاسيما مع كثرة الطعن، وقد ولي إمارة الشام زهاء عشرين سنة ثم الخلافة عشرين سنة وقد كان في عسكره عددٌ من الصحابة ورجال الرواية والإسناد
فهذه النقطة التي دوما تفتعل مدخلا للطعن في معاوية رضي الله عنه هي دليل على فضله ودليل على عدالة الصحابة ودليل على متانة قواعد النقد الحديثية
فلا ريب أن قواعد النقد الحديثي خضعت لأصعب اختبار في هذه القضية خصوصا واجتازته بكلِّ مهارة، فهذا " من أقوى الأدلة على وفائها بما وضعت له "