من أقوال الشيخ سليمان العبودي
A
حكمــــــة
المؤمن لا تستطيع عناكب اليأس أن تنسج في قلبه بيتا مهما ساءت الظروف؛ لأنه يستحضر أن المطلوب منه العمل بحسب الإمكان وليس تحصيل النتائج !
اليأس هو مجرد فكرة "هروبية" تفتعلها النفس، فتصوب النظر في ما لا تستطيعه لتستريح من مكابدة ما تستطيعه!
من قرأ السيرة النبوية الشريفة وتأمل الأهوال التي مرَّت على سيدنا ﷺ أدرك أن الثابت الوحيد من سيرته في كل مرحلة هو العمل فيها بحسب الطاقة !
اليأس هو مجرد فكرة "هروبية" تفتعلها النفس، فتصوب النظر في ما لا تستطيعه لتستريح من مكابدة ما تستطيعه!
من قرأ السيرة النبوية الشريفة وتأمل الأهوال التي مرَّت على سيدنا ﷺ أدرك أن الثابت الوحيد من سيرته في كل مرحلة هو العمل فيها بحسب الطاقة !
حكمــــــة
أكثر ما يؤتى المتميزون ذهنيا -في أي مجال- من ظنهم دوما أنهم أكبر من الجوادّ المسلوكة والطرق المعبَّدة والمسالك المشهورة، فيقفزونها قفزا لما يظنونه أليق بقدراتهم وأجدر بطاقاتهم وأخلق بمهاراتهم، فيفوتهم بهذا الظن مكاسب جمّة !
ولو أنهم سلكوا الطرق المعبدة المذلَّلَة ثم جعلوا امتيازهم على غيرهم من جهة: الضبط والإتقان والتحرير والتدقيق والتعمق والتجاوز لأدركوا فضلا عظيما !
ولو أنهم سلكوا الطرق المعبدة المذلَّلَة ثم جعلوا امتيازهم على غيرهم من جهة: الضبط والإتقان والتحرير والتدقيق والتعمق والتجاوز لأدركوا فضلا عظيما !
حكمــــــة
من العادات المفيدة جدا في طلب العلم أن إذا سمعتَ فائدة من أحد في مجلس علمي وأعجبتك.. أن تحرص على توثيقها وتعليقها والوقوف على مصدرها بنفسك، وذلك حين تعود لمكتبتك وبيتك، فما أكثر ما نسمعه من الفوائد في مجالس الأشياخ أو لقاءات طلاب العلم ثم ننسى أكثرها قبيل الخروج والتفرق، وكثير منها فوائد مهمة جدا، وذلك لأننا اكتفينا بسماعها مرة واحدة، فاطلب ممن أمدَّك بفائدة أعجبتك، أن يذكر لك المصدر أو أن يبعثها لك بعد الخروج فهذا أفضل ما يقيدها في ذهنك مدة طويلة، ثم إن الوقوف بالنفس على المصادر يبين لك كثيرا من أوهام النقل وقصور الفهم..
حكمــــــة
من الأمور المحزنة:
أن ترى معيار النجاح الذي ترسيه وسائل الإعلام وتكرسه دورات تطوير الذات يتسرَّب إلى كتابات وأطروحات كثير من الأخيار والفضلاء -بلا شعور منهم- فيكون معيار النجاح في خطابهم إما الشهرة الذائعة أو المنصب الرفيع أو المال الوفير أو الوظيفة المرموقة أو النجاح الإعلامي ونحوها من الأمور الدنيوية التي ربما تقع للمؤمن للبر التقي المصلح، وربما تقع للفاجر الذي لا يصلي ولا يتلو مصحفا ولا يتمعر وجهه في الله قط!
أن ترى معيار النجاح الذي ترسيه وسائل الإعلام وتكرسه دورات تطوير الذات يتسرَّب إلى كتابات وأطروحات كثير من الأخيار والفضلاء -بلا شعور منهم- فيكون معيار النجاح في خطابهم إما الشهرة الذائعة أو المنصب الرفيع أو المال الوفير أو الوظيفة المرموقة أو النجاح الإعلامي ونحوها من الأمور الدنيوية التي ربما تقع للمؤمن للبر التقي المصلح، وربما تقع للفاجر الذي لا يصلي ولا يتلو مصحفا ولا يتمعر وجهه في الله قط!
حكمــــــة
(دخل الأصمعي وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع ؛ فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل ؟ فقال: جلد !
فسأل أبا عبيدة فقال: خمسون جلدا !!
فأمر الفضل بإحضار الكتابين وأحضر فرسا، فقال لأبي عبيدة إقرأ كتابك وضع يدك موضع ماتقول من الفرس ! فقال: لست بيطارا، إنما هذا شيء أخذته من العرب.
فقال للأصمعي: قم فضع يدك أنت، فحسر عن ذراعه وأخذ بأذن الفرس ثم وضع يده على ناصيته، وجعل يقبض منه بشيء شيء ؛ ويقول: هذا اسمه كذا، وينشد فيه، حتى بلغ حافره !! فأمر له الفضل بالفرس.
قال الأصمعي: فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته!)
في كلِّ علم هناك "أصمعي" يعرف القليل لكن يحققه ويدققه، وهناك "أبوعبيدة" يعرف الكثير دون تمييز تام له.
فسأل أبا عبيدة فقال: خمسون جلدا !!
فأمر الفضل بإحضار الكتابين وأحضر فرسا، فقال لأبي عبيدة إقرأ كتابك وضع يدك موضع ماتقول من الفرس ! فقال: لست بيطارا، إنما هذا شيء أخذته من العرب.
فقال للأصمعي: قم فضع يدك أنت، فحسر عن ذراعه وأخذ بأذن الفرس ثم وضع يده على ناصيته، وجعل يقبض منه بشيء شيء ؛ ويقول: هذا اسمه كذا، وينشد فيه، حتى بلغ حافره !! فأمر له الفضل بالفرس.
قال الأصمعي: فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته!)
في كلِّ علم هناك "أصمعي" يعرف القليل لكن يحققه ويدققه، وهناك "أبوعبيدة" يعرف الكثير دون تمييز تام له.
حكمــــــة
(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم) هذا الوصف للصراط بأنه صراط قومٍ أنعم الله عليهم في غاية الجمال، فهو يبعث في القلب معنى هضم النفس ويعمِّق الانتماء لصالحِ المؤمنين..
تأمل المعنى جيدا:
إنك أيها العبد لا تسأل الله طريقا يخصُّك به من بين العالَمين، أو تُهدى إليه وحدك دون الناس، وإنما ثمة جادّة مسلوكة وقافلة منطلقة وجماعة مهتدية مضوا على هذا الطريق قبل أن تُخلق، وأنت إنما تسأل الله كل يوم مرارا.. فقط أن يُلحقك بتلك القافلة !
تأمل المعنى جيدا:
إنك أيها العبد لا تسأل الله طريقا يخصُّك به من بين العالَمين، أو تُهدى إليه وحدك دون الناس، وإنما ثمة جادّة مسلوكة وقافلة منطلقة وجماعة مهتدية مضوا على هذا الطريق قبل أن تُخلق، وأنت إنما تسأل الله كل يوم مرارا.. فقط أن يُلحقك بتلك القافلة !
حكمــــــة
أحدهم نقل هذا النقل:
"من لا يتمتع بذاكرة في غاية القوة، فالافضل له الا يخاطر بالكذب"
- ميشيل دي مونتين
وجاء في أمثال العسكري:
(وَمن أمثالهم فِي الْكَذِب إِذا كنت كذوبا؛ فَكُن ذُكُورا، قَالَ الشَّاعِر
تكذب الكذبة جهلا... ثمَّ تنساها قَرِيبا
كن ذُكُورا للذي... تحكى إِذا كنت كذوبا)
(٢ / ٣٩٦).
قلما وجد معنى لرجل من الفرنجة إلا وهو مقتنص في تراثنا إما نظما أو نثرا وإما كلاهما، ولكن لهزيمة نفسية ضاربة، ولجهلنا أيضا بتراثنا؛ نتلقَّف العبارات المتضمنة معنى معتادا مطروقا.. فقط لأنها مذيَّلة باسمٍ غربي في آخرها.
"من لا يتمتع بذاكرة في غاية القوة، فالافضل له الا يخاطر بالكذب"
- ميشيل دي مونتين
وجاء في أمثال العسكري:
(وَمن أمثالهم فِي الْكَذِب إِذا كنت كذوبا؛ فَكُن ذُكُورا، قَالَ الشَّاعِر
تكذب الكذبة جهلا... ثمَّ تنساها قَرِيبا
كن ذُكُورا للذي... تحكى إِذا كنت كذوبا)
(٢ / ٣٩٦).
قلما وجد معنى لرجل من الفرنجة إلا وهو مقتنص في تراثنا إما نظما أو نثرا وإما كلاهما، ولكن لهزيمة نفسية ضاربة، ولجهلنا أيضا بتراثنا؛ نتلقَّف العبارات المتضمنة معنى معتادا مطروقا.. فقط لأنها مذيَّلة باسمٍ غربي في آخرها.
حكمــــــة
أكثر المعلِّمين إنما يحرص على الطلبة النابهين في حلقته، فرحا بهم وتأميلا فيهم أن سيكون لهم شأن في العلم، فيوليهم اهتماما مضاعَفا أكثرَ مِن غيرهم.
وبعض المعلِّمين ينظر للأمر من زاويةٍ أخرى فيحرص على الطالب ذي الملكات الضعيفة فيمنحه اهتماما خاصا ؛ جاء في ترجمة الفقيه الشافعي الأسنوي صاحب كتاب المهمات وكتاب التمهيد وغيرها ما يلي:
[..كان فقيها ماهرا ومعلما ناصحا ومفيدا صالحا مع البرِّ والدين والتودد والتواضع، وكان يقرِّب الضعيف المستهان، ويحرص على إيصال الفائدة للبليد، وكانَ ربما ذكرَ عنده المبتدئ الفائدةَ المطروقةَ فيُصغي إليه كأن لم يسمعها جبرا لخاطره، وكان مثابرًا على إيصال البر والخير لكل محتاجٍ..]
الدرر الكامنة (٣ / ١٤٧).
وبعض المعلِّمين ينظر للأمر من زاويةٍ أخرى فيحرص على الطالب ذي الملكات الضعيفة فيمنحه اهتماما خاصا ؛ جاء في ترجمة الفقيه الشافعي الأسنوي صاحب كتاب المهمات وكتاب التمهيد وغيرها ما يلي:
[..كان فقيها ماهرا ومعلما ناصحا ومفيدا صالحا مع البرِّ والدين والتودد والتواضع، وكان يقرِّب الضعيف المستهان، ويحرص على إيصال الفائدة للبليد، وكانَ ربما ذكرَ عنده المبتدئ الفائدةَ المطروقةَ فيُصغي إليه كأن لم يسمعها جبرا لخاطره، وكان مثابرًا على إيصال البر والخير لكل محتاجٍ..]
الدرر الكامنة (٣ / ١٤٧).