من أقوال الشيخ سليمان العبودي
وسائل تحصيل العلم كالقراءة والحفظ والبحث شأنها شأن بقية العادات والسلوكيات الإنسانية تنمو وتنغرس في النفوس بكثرة الممارسة ودوام الاعتياد
لا يتهاوى الصرح العظيم المتماسك هكذا دفعة واحدة.. فما يوصف بأنه انتكاسة مفاجئة هو مجرد استجابة متأخرة من الطِّلاء الخارجي للخواء الداخلي!
تلقي العلم للعمل: قال عبدالرحمن بن مهدي: سمعت سفيان يقول: ما بلغني عن رسول الله ﷺ حديث قط إلا عملت به ولو مرة!
كنت أعجب لفاجر في أرذل العمر ولايتوب! حتى قرأت لابن القيم أن المعاصي"تضعف إرادة التوبة حتى تنسلخ من قلبه فلو مات نصفه ما تاب" يارب سلم سلم!
المؤمن يخطط لمواسم الطاعة ويعزم على عمارتها بما يدنيه من خالقه.. وأول مراحل التخطيط استشعار عبودية الاستعانة وأنه لولا عون الله لم يقرأ آية!
المؤمن يعزم وينوي الاجتهاد في رمضان قبل بلوغه لينال الحسنات إن لم يدرك الشهر، جاء في الحديث الصحيح "من همَّ بحسنة فلم يعملها؛ كتبت له حسنة".
في العادة.. يكون أقوى من ساهم في بناء عقلك هو أكثر من تكتشف أوهامه وذلك لكثرة ما طالعت من نتاجه، فلا تكافئ إفاداته الكثيرة بإذاعة أوهامه!
استبق ودَّ من أحبك ومحضك الود وأقبل عليك بقلبه صادقا.. فإنه قلَّما تنبت فسائل المحبة مرة أخرى إن جذذتها يوما بفأس الصدود!
أكثر ما نكون عرضة للتعثر وتتابع السقوط هي تلك اللحظة نستشعر فيها بقدر زائد ملكاتنا واستغناءنا؛ لحظة ضمور التفويض الإلهي وتورّم الثقة بالذات!
لا تتكل على قواك وإمكانياتك فليس بوسعها أن تؤمنك من التعثر والسقوط؛ أثبتت شواهد الأحوال أن لكلِّ أحدٍ -مهما عظُم- حفرةً على قَدِّه ومَقاسِه!
من لطيف كلام بعض مشايخ السلوك: (إذا أردت أن تعرف عندالله مقامك فانظر فيم أقامك!) وإذا أردت أن تعرف دقة فقهك وعمق نظرتك فانظر أي مسائل تشغلك!
أحق إخوانك بالعفو والتغافل من تعرف أن لديه معاناةً ما.. المعاناة تهشّم مناعة الروح وتبدِّدها، فكل شيء يؤذيه حتى نسمة الهواء الخفيفة الباردة!
قف على ناصية أحلامك مناضلا شرسا، وأنشد شطرَ امرئ القيس لمن أثقلتهم الأوجاع أو داهمهم اليأس في شطرِ الطريق: (نحاول "حُلما" أو نموت فنعذرا!).
يميز العلماء بين الكاتب والناقل نقلا مجردا، قال ابن تيمية عن أحدهم: "فلان يذكر ما قاله غيره، ما يكاد ينشئ من عنده عبارة!". وفي كلٍّ خير.
الأذكياء الذين اعتادوا تعميق التفكير وكثرة البحث عما وراء الأكمة تخفى عليهم الأشياء السطحية القريبة، لأنهم يفترضون وجود أكمة حيث لا أكمة!
من أعظم لحظات انتصار الروح على المادة والحقيقة على الوهم والإيمان على الهوى حين يلوح منظر محرم فتشيح عنه بناظريك ممتثلا قولهﷺ: "اصرف بصرك!".
علمته تجاربه أن الانقطاع عن السير يشبه قطارا انزلق عن سكّته، يحتاج جهدا مضاعفا ليعود إلى السكة ويستأنف الانطلاق مجددا.. فآثرَ تعب المواظبة!
أفضت ببعضهم المناكفات التي أوقدت فوق نيران الحساسية إلى التزام أقوال في غاية الشطط، فأصبحت كلما رأيت حساسا نصحته أن لايلتزم قولا مناكدة لأحد
فبسبب فرط حساسيته؛ ظن كل عبارة مبهمة تعنيه، وكل ضمير مستتر عائدا إليه، وكل اسم إشارةٍ مصوبا باتجاه عينيه! فكان يقطع أوداج راحته بسيف الظنون!
ومن أعجب الشرور التي رأيتها من آثار الحساسية المفرطة: هو تعمد المخالفة العلمية..، وإذا فتشتَ وراء البواعث وجدتها ترزح في قيود الحساسية!
ستجد في كل مجتمعٍ أيا كان من لا يمنحك ما تريده من تعامل، لا تستطيع تكييف الناس مع النفس وإنما تستطيع تكييف النفس -قدر الإمكان- مع الناس!
رأيت أقواما أفضت بهم الحساسية المفرطة إلى مجافاة الناس وكثرة الانعزال حتى عن الحد الأدنى من المناسبات وأكثر ما رأيته من الأسباب إما توهمات!
وإما مقامات من التوقير والتقدير يطالب الإنسان بها المجتمع من حوله، فإذا فقَدَها أو شيئا منها آثر العزلة والابتعاد.. الحياة ليست فندقا!
مرتبة القدرة على الصبر والحلم والعفو تنال بالمجاهدة الدائمة، جاء في الصحيح: "ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر"!
مقامات الصبر والعفو حتى عن الأذى المتيقن هي مقامات عظيمة تنال بالاصطبار ولجم النفس وكثرة التأمل بتفاهة هذه الصغائر وتضييعها للأزمنة الشريفة!
لا يكون مفرط الحساسية محبوبا من الناس فضلا عن أن يؤثر فيهم، فالرجل الحساس مثقاب حريق .. والناس لا يحبون الجلوس قريبا من الحرائق الوشيكة!
انقل من تحب من ذل المعصية إلى عز الطاعة، فإن لم تستطع نقل الأجساد فاجتهد في نقل الأرواح بتربيتها على الانكسار من الذنب والاستيحاش من الخطيئة
القرآن مورد يرده الخلق كلهم، وكل ينال منه على مقدار ما قسم الله له. | ابن تيمية . . اللهم افتح علينا من خزائن كتابك ولا تحرمنا بذنوبنا .
للذنوب معتقلاتٌ وأغلال وآثار، فإذا أراد العبد النهوض وسلوك درب الطاعة؛ فليكثر من الاستغفارِ ومدافعةِ آثارِ الخطايا بالحسنات الماحيات!
من الفقه معرفة موضع قدَمَي المخالف قبل مجادلته، ذكر ابنُ تيمية أدلةً ثم قال: "هذا لاينازع فيه مؤمن، ونحن الآن في مخاطبة من فيه إيمان" .
أشد العقوبات تلك نزلت بساحة العبد دون علمه: فوات لعبادات جليلة، انهماك في جدليات فارغة، غفلة عن انفراط أزمان فاضلة، شتات القلب.. اللهم غفرا!
سبحان مَن جعل في الإقبال على الخلق مجلبة لنفورهم وباعثا لانكماش قلوبهم، وجعل في الإقبال عليه والتماس محبته مجلبة لرضاه ورضى قلوب خلقه
أكثر الناس شعورا بجلالة دقائق الشهر واغتباطا في نهايته هو من وضع له وردا يوميا حازما وإن قل، وأكثرهم أسى في نهايته من يجعل عمله بحسب المتسهل
قبل سنوات يقال عن من يريد تذويب الضلالات العقدية وردمها بأنه جاهل بالعقيدة والتاريخ، أما اليوم فهو جاهل بهما وبالحاضر الماثل والمستقبل!
التجديد الشرعي يفضي إلى مراجعات في التحريم والإباحة ومراجعات تتفق مع الضغوط وتخالفها، أما التجديد الذي كله يصب في مجرى التحلل فهو مجرد أهواء
التزهيد بوظائف الأنبياء كبث العلم ونشر الدعوة وتعليم الخير هو في خير أحواله زلةٌ ناتجة عن خلل في فهم الشرع وقصور في معرفة حال الناس!
"الحساسية المفرطة" سببها الإغراق في تفسير المواقف التلقائية العادية، فالتفكير العميق في الكلام السطحي يفسده كالتفكير السطحي في الكلام العميق
من المحال أن يملك المرء القدرة على التأثير في مجتمعه الصغير أو الكبير دون أن يكون صبورا حليما كثير التغافل متجاوزا لكثيرٍ من حظوظه الذاتية
(واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه) الإيمان بهذا اللقاء القريب يبدِّد وهج الشهوات المحرمة داخل النفوس، ويجعل فكرة الانغماس فيها غبيةً للغاية !
لا يوجد عصر ابتُلي المؤمنون فيه بسطوة النظر الحرام كهذا العصر؛هذه امتحان..والأجر يكون على قدر البلاء فتعفف أيها الشاب..تعفف!
قال أحد الموفَّقين ممن أحسبه من الصالحين: للطاعات ثمرة معجلة لكني وجدت طاعةً عجَّل الله لفاعلها لذةً وراحةً يجدها مباشرة في قلبه: غض البصر.
العلم ما حُفِظَ أو لُخِّص أو دُرِّس أو أديم النظر فيه.. وما سوى ذلك فسرابٌ بِقِيعة يحسبه الطالب شيئا حتى إذا أراده لم يجده شيئا!
أرأيت استسلام جسدك المنهك وسكون أطرافك المثقلة حين تسترخي بعد يوم مكتظ بالأعمال المتصلة.. للأرواح استسلام أجلّ وسكون أعظم إذا التقت أشباهها!
التجديد الشرعي هو خلاصة النظر الدقيق في النصوص وربطها بالواقع .. إذا شعرت بفتور عن الطاعة فإياك أن تتخذ من فتورك منطلقا لتجديد شريعة السماء!
يا شباب الإسلام اجتهدوا في طلب العلم وتزكية النفوس به؛ فواللهِ إن وراءنا فتنا كقطع الليل المظلم فكونوا شهبا تهدي السائرين في حالكِ الظُّلَم!
إسقاط نصوص فضائل أهل القرآن على مَن امتازوا بجمال الصوت دون فقهه والعمل به، هو خلاف المعنى الشرعي من جهة، وتصديرهم لما لا يطيقون من جهة أخرى
إذا انتفعت بأحد في علم أو إيمان فلا يكن همك تطلّب خاصّة أمره، ثمة صورة إذا حصل التشويش عليها في الذهن قلّ انتفاعك بالرجل، ورب قرب ولد جفاءً!
من المروءة أن يُبقي طالب العلم حبل التلطف والاحترام ممدودا مع كل أساتذته ولو في مرحلة ما.. لا أن يتفنن في إشعارهم أن قد صرنا في رتبة واحدة!
"الحق ضالة المؤمن.." حجة صحيحة لمن ينتفع بنتاج أمته ويطالع نتاج الأمم، وحجة فاسدة للورثة العالة يتكففون موائد الناس ويلتقطون فتات معارفهم
إذا هبت رياحك فاغتنمها وإذا لم تهب رياحك فافتح النافذة قليلا على كتب التراجم وسير الأكابر علّ عواصف القوم تدفع زورقك دفعا إلى شواطئ الآمال!
إن نجح الشيطان حتى جعلك تعزم على السيئة فهي فرصة لتحويلها حسنة بمجرد تركها لله. في الصحيح:"..إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جرائي".
ثمة مرحلة تلي عزيمة السير إلى الله وتسبق فتوحات التأييد الرحمانية؛ هذه المنطقة مفازة تُقطع براحلتي الصبر والالتجاء، وبها ضلَّت أكثر القوافل!
ومن أعجب الشرور التي رأيتها من آثار الحساسية المفرطة: هو تعمد المخالفة العلمية..، وإذا فتشتَ وراء البواعث وجدتها ترزح في قيود الحساسية!
ستجد في كل مجتمعٍ أيا كان من لا يمنحك ما تريده من تعامل، لا تستطيع تكييف الناس مع النفس وإنما تستطيع تكييف النفس -قدر الإمكان- مع الناس!
رأيت أقواما أفضت بهم الحساسية المفرطة إلى مجافاة الناس وكثرة الانعزال حتى عن الحد الأدنى من المناسبات وأكثر ما رأيته من الأسباب إما توهمات!
مرتبة القدرة على الصبر والحلم والعفو تنال بالمجاهدة الدائمة، جاء في الصحيح: "ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر"!
مقامات الصبر والعفو حتى عن الأذى المتيقن هي مقامات عظيمة تنال بالاصطبار ولجم النفس وكثرة التأمل بتفاهة هذه الصغائر وتضييعها للأزمنة الشريفة!
لا يكون مفرط الحساسية محبوبا من الناس فضلا عن أن يؤثر فيهم، فالرجل الحساس مثقاب حريق .. والناس لا يحبون الجلوس قريبا من الحرائق الوشيكة!
"الحساسية المفرطة" سببها الإغراق في تفسير المواقف التلقائية العادية، فالتفكير العميق في الكلام السطحي يفسده كالتفكير السطحي في الكلام العميق
من المحال أن يملك المرء القدرة على التأثير في مجتمعه الصغير أو الكبير دون أن يكون صبورا حليما كثير التغافل متجاوزا لكثيرٍ من حظوظه الذاتية
أولى الأدواء بالمعالجة"الحساسية المفرطة" تلك التي تحمل أصحابها على بناء أهرام من التحليلات فوق أنقاض كل موقف عابر والحفر تحت كل عبارة شاردة!
حينما تنزل الشدائد فإن ذاكرة أصحابها تتحول إلى مجهر متطور شديد الحساسية يلتقط كل التفاعلات ممن حولهم.. حتى تغضّن الجبين ودرجة حرارة الكلمات!
(واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه) الإيمان بهذا اللقاء القريب يبدِّد وهج الشهوات المحرمة داخل النفوس، ويجعل فكرة الانغماس فيها غبيةً للغاية !
قال أحد الموفَّقين ممن أحسبه من الصالحين: للطاعات ثمرة معجلة لكني وجدت طاعةً عجَّل الله لفاعلها لذةً وراحةً يجدها مباشرة في قلبه: غض البصر.
العلم ما حُفِظَ أو لُخِّص أو دُرِّس أو أديم النظر فيه.. وما سوى ذلك فسرابٌ بِقِيعة يحسبه الطالب شيئا حتى إذا أراده لم يجده شيئا!
حالة "الانخناس و"بلع اللسان" التي تعتري النفاق حال الخوف، ثم اندلاق ألسنتهم عند الأمان ليست جديدة: (فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد).
أرأيت استسلام جسدك المنهك وسكون أطرافك المثقلة حين تسترخي بعد يوم مكتظ بالأعمال المتصلة.. للأرواح استسلام أجلّ وسكون أعظم إذا التقت أشباهها!
أثقل مشهد على العينين هو رضوخ المنتسبين للعلم والدعوة للاستتابة العلنية في قنوات الفجور، والقبول الفوري لتمثيل دور التائب الجديد من التطرف!
التجديد الشرعي هو خلاصة النظر الدقيق في النصوص وربطها بالواقع .. إذا شعرت بفتور عن الطاعة فإياك أن تتخذ من فتورك منطلقا لتجديد شريعة السماء!
طلب ابن عباس العلم وكبار الصحابة متوافرون فلم يلبث أن احتاج الناس إليه. وقال الأعمش: كانوا يقرؤون على يحيى بن وثاب، فلما مات أحدقوا بي!
يا شباب الإسلام اجتهدوا في طلب العلم وتزكية النفوس به؛ فواللهِ إن وراءنا فتنا كقطع الليل المظلم فكونوا شهبا تهدي السائرين في حالكِ الظُّلَم!
إسقاط نصوص فضائل أهل القرآن على مَن امتازوا بجمال الصوت دون فقهه والعمل به، هو خلاف المعنى الشرعي من جهة، وتصديرهم لما لا يطيقون من جهة أخرى
أسلوب نقل المعركة من موضعها الذي يسبب لك الإزعاج إلى موضع آخر أكثر أمانا هو أسلوب مشتهر مكشوف، وبه تستطيع أن تشتم الحلقة الأضعف دون أي مخاطر
إذا انتفعت بأحد في علم أو إيمان فلا يكن همك تطلّب خاصّة أمره، ثمة صورة إذا حصل التشويش عليها في الذهن قلّ انتفاعك بالرجل، ورب قرب ولد جفاءً!
"الحق ضالة المؤمن.." حجة صحيحة لمن ينتفع بنتاج أمته ويطالع نتاج الأمم، وحجة فاسدة للورثة العالة يتكففون موائد الناس ويلتقطون فتات معارفهم
إذا هبت رياحك فاغتنمها وإذا لم تهب رياحك فافتح النافذة قليلا على كتب التراجم وسير الأكابر علّ عواصف القوم تدفع زورقك دفعا إلى شواطئ الآمال!
إن نجح الشيطان حتى جعلك تعزم على السيئة فهي فرصة لتحويلها حسنة بمجرد تركها لله. في الصحيح:"..إن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جرائي".
(سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم..)، (..قل لله المشرق والمغرب) ذكر بعض المفسرين أن هذه الآية أصل في الجواب عن الإيرادات المحتملة قبل ورودها.
ثمة مرحلة تلي عزيمة السير إلى الله وتسبق فتوحات التأييد الرحمانية؛ هذه المنطقة مفازة تُقطع براحلتي الصبر والالتجاء، وبها ضلَّت أكثر القوافل!
علمته تجاربه أن الانقطاع عن السير يشبه قطارا انزلق عن سكّته، يحتاج جهدا مضاعفا ليعود إلى السكة ويستأنف الانطلاق مجددا.. فآثرَ تعب المواظبة!
إذا رأيتم ذا عمقٍ في أيامنا فأكرموا وفادته واغتفروا كثيرا من عثراته فإنه يمشي فوق أرض سبخة، أكثر ما فيها يدفعه إلى الانزلاق في وحل السطحية
لا تشترطْ تأثُّرا مباشرا، فبعض الكلمات التي تظنها ذهبت دون تأثير هي "ألغام" مؤقتة قابلة للانفجار في أغوار النفوس كلما داسَتها أقدام الذكرى!
من طالع شبهات إلحادية وعرف زيفها فلا ينشرها في المجالس كأنها من العلم النافع. قال سفيان: من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم!
هناك طرح مفيد في مواجهة التغريب لكن الإشكال وقته، كمن يرى رجال الإطفاء يطفئون الحريق، فيطلب منهم التوقف ليحدثهم عن ضرورة بناء عوازل حرارية!
اليأس هو مجرد فكرة "هروبية" تفتعلها النفس، فتصوب النظر في ما لا تستطيعه لتستريح من مكابدة ما تستطيعه!
المؤمن لا تستطيع عناكب اليأس أن تنسج في قلبه بيتا مهما ساءت الظروف؛ لأنه يستحضر أن المطلوب منه العمل بحسب الإمكان وليس تحصيل النتائج !
أعظم عقوبة لإطلاق البصر في المحرمات بعد عقوبة الآخرة؛ أنها تعرقل سير المرء عن الانطلاق والتحليق في معارج العلم والإيمان والعبودية!
من دقائق المعاملة التفريق بين العزلة القسرية والاختيارية، فبعض النفوس حين تنضب مواردها ويجفّ عطاؤها تبدأ بترتيل مواعظ الخمول والزهد بالشهرة!
يبدو أن عبارة "وفق الضوابط الشرعية" المعلقة على قفا المشاريع التغريبية مثل "أل" الشمسية لدى النحاة؛ تكتب ولا تنطق"!
مهما استشعرت أنك قوي الإدراك حسن الفهم سريع التصور فلا تتكل على قدراتك! قال شيخ الإسلام: من اتكل على نظره وعقله ومعرفته خُذِل!
قف على ناصية أحلامك مناضلا شرسا، وأنشد شطرَ امرئ القيس لمن أثقلتهم الأوجاع أو داهمهم اليأس في شطرِ الطريق: (نحاول "حُلما" أو نموت فنعذرا!).
كل الناس أتقياء إذا التقى الهوى والشرع، وإنما التمايز إذا افترقا، حينها يمسك الأتقياء بخناق الهوى فيطوعونه، ويمسك غيرهم بخناق الدين فيجيرونه
الذي لم يعوّد ذهنَه التفصيل والتقسيم والفرز فإنه سيخطئ في نقده لا محالة، فالحق والباطل يلتقيان، ودور الناقد أن يجعل بينهما برزخا لا يبغيان!
جليد الهمِّ تذيبه حرارة المناجاة.. فكل شيء لحظة الكرب يُشعرك أنه يخذلك.. إلا تلك السجادة الصغيرة المنزوية في غرفتك، وكلما هبطت عليها ارتفعت!
من الأدب الرفيع الذي يترك أثرا في النفس الترحيبُ بالداخل على الجماعة والإفساح له ليجلس. قال ابن عباس: إن لكلِّ داخلٍ دهشةً، فآنسوه بالتحية.
حين يفرح الداعية بانزلاق خصومه في مهاوي الضلال، فإنه يفتقر لعرق الدعوة النابض؛ ألا وهو الفرح بهداية الخلق!
إذا كانت الدعاوى العريضة ربما أضرّت بالكبار الذين يقولونها وهم أهلٌ لمثلها، فكيف بدعاوى مَن عرفوا شيئا وغابت عنهم أشياء؟!
خلال تجربة قصيرة: ما رأيتُ صاحب دعاوى عريضة في المعارف إلا وسقط عن قريب في غلط يزيد على غلطٍ مَن يعيبهم، وإنما يغرّه ابتداءً تصفيق الصغار!
لا تجب من يسألك عن برامج الطلب، البرامج كثيرة، وأكثر من يسأل لا تنقصه البرامج وإنما تنقصه الجدية، لكنه يغلِّف إخفاقه بكثرة السؤال عن البرامج
حين تمسك كتابا فقط لتلتقط منه عبارة تقتبسها، أوتصل للمناظر الخلابة فقط لتصورها! فمع الوقت تفقد لذة الاستكشاف الذاتي وتتحول إلى ماسورة توصيل!
احذر عثرات الطريق .. كم من شهوة ظنها الشاب هفوة عابرةً ثم سقط في وحلها وتمرغ على أعتابها فما استطاع التحرر من حبالها إلا وهو في الشيخوخة!
(ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) كثيرون يحوزون على شهادة العفة من الناس الذين يحكمون على الظاهر، ما أعظم الشهادة بالعفة ممن يعلم السرائر!
لا يوجد عصر ابتُلي المؤمنون فيه بسطوة النظر الحرام كهذا العصر، هذه مدارج رِفعة للأتقياء، والأجر فيها على قدر البلاء، فتعفف أيها الشاب..تعفف!
الشريعة تنهى المرأة عن مجرد الضرب بقدميها كي لا يُسمع صوت خلخالها المستور.. خذ هذا بيدك واضرب به من شئتَ وما شئتَ من دعاوى فهم الشريعة!
لا يزال المرء بخير وارفٍ.. ما دام يعرف عيوبه ويسميها باسمها، فإنما هلك أولئك الذين أضناهم إصلاح حالهم فجعلوا عيوبهم محاسن، ونواقصَهم كمالات!
لست أشك أنك مع مرور الأيام واتساع حظك من المعرفة.. ستضيق دائرة المسائل التي كنتَ تتولجُها بقلمك ولا تبالي، فاللجام المبكر من رزانة الأقلام !
فرص الحفظ تتسع أول العمر ثم تضيق شيئا فشيئا، وفرص الفهم تضيق أول العمر ثم تتسع شيئا فشيئا!
إذا رأيت والدك يطرح أو يقصّ خبرا فابقَ مستمعا مع الحضور أو مساندًا، هب أنه أخطأ؛ عامة القضايا لاتستحق مشهد ولدٍ يعدّل في ملأٍ عبارات والده!
إذا أراد الله بِشابٍّ خيرا رَزَقه في مقتبل عمره أُذنًا مرهَفة.. تلتقط وقْع خطواتِ الزمن الهارب!
ليس من المحمود في مجلس التعليم التفنن في إيراد المسائل الغريبة لأدنى مناسبة عارضة، وبعض المعلمين يفعل ذلك لـ "إظهار ما لديه من المزية" !
أكثر كلمة يسمعها الكاتب من قرائه: قلتَ ما في نفسي! أو عبرتَ عن ما في خاطري! نعم فأكثر المعاني ملقاة في قارعة النفوس، ودور الكاتب أن يلتقطها!
إذا أشكل عليك أمر، فاعمل بما لم يشكل عليك؛ يورثك الله فهم ما أشكل، فإن من عمل بما علم؛ أورثه الله علم ما لم يعلم (والذين اهتدوا زادهم هدى).
النفس حين تدرك أنها لن تقوم بحال حتى تنتهي مما بيدها فإنها تضاعف إنتاجها وتستخرج طاقتها الاحتياطية لتنتهي وترتاح!
لديك: مهمة صباحية، برنامج قراءة، بحث مسألة، حفظ متن، إعداد نقاط اجتماع.. ابدأ ولا تقف حتى تتمّه، ولا تُدخل -قدر الإمكان- شيئا بينيّا !
من العادات المعينة على الإنجاز: لا توزع أعمالك على أجزاء اليوم والليلة، وإنما أقبل على الشيء حتى تتمّه.. لا يقطعك عنه إلا صلاة أو وفاة!
إذا دخلتَ المكتبة لمراجعة مسألةٍ ما.. فقاوم إغراء وإغواء النظر في مسائل أخرى حتى تنتهي من مقصودك الذي جئت من أجله!
"واصبر""اصبروا" "استعينوا بالصبر" "بما صبرتم""لنصبرن""لما صبروا" "وتواصوا بالصبر".. وسياقات أخرى غزيرة تذكرنا بأن الصبر هو راحلة هذا الطريق!