كسر لا تشبهه الكسور
أهل البر همهم رضا الوالدين في كل الظروف
وحين تقع البادرة أو التقصير منهم في حق والديهم تشتعل قلوبهم حسرة وندما
حينها لو طافوا العالم لا يجدون من يجبر خواطرهم أو يخفض لواعج الندم في أرواحهم
لا شيء يقنعهم بالعذر لهم
لا شيء في الأرض يواسيهم ويبرد جمرة من الحسرة تكويهم
ألم يلاحقهم في اليقظة والمنام
في الخلوة والجموع
وجع لا يذهبة مواساة أخ أو أهل أو صديق أو شكوى أو دموع.
حتى ولو سامحه الوالدان أو خففوا عنه
وحده الله الذي يعلم ما بهم يتولى جبرهم وشفاءهم
في آية جبر البارين
فبعد أن أمر بالإحسان للوالدين قال سبحانه
(رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِی نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُوا۟ صَـٰلِحِینَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّ ٰبِینَ غَفُورࣰا﴾ [الإسراء ٢٥]
يقول الطبري:
(وقوله ﴿إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ﴾
يقول: إن أنتم أصلحتم نياتكم فيهم، وأطعتم الله فيما أمركم به من البرّ بهم، والقيام بحقوقهم عليكم، بعد هفوة كانت منكم، أو زلة في واجب لهم عليكم مع القيام بما ألزمكم في غير ذلك من فرائضه، فإنه كان للأوّابين بعد الزَّلة، والتائبين بعد الهَفْوة غفورا لهم. )
لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية
لعلم بار الوالدين أنها من عندالله.
لأنه لا أحد يدري بخبايا النفوس وجروحها إلا الله
ولا يشفي منها إلا الله
لك الحمد يارب كلما برئت من أوجاعها القلوب
لك الحمد أن رحمت البارين وجبرتهم
من كسر لا تشبهه الكسور
مختارات