" النهي عن الشرك "
" النهي عن الشرك "
الشرك في اللغة : قال ابن منظور : الشريك ، والجمع أشراك وشركاء، يقال : شريك وأشراك، يقال : شاركت فلانًا : صرت شريكه، وشركته في البيع والميزان (كما في لسان العرب).
والشرك في الشرع : قال ابن منظور : والشرك أن تجعل لله ندًّا في ربوبيته أو ألوهيته (كما في لسان العرب).
قلت : والشرك : هو اتخاذ العبد ندًّا من دون الله يسويه بربه يحبه كحب الله، ويخشاه كخشية الله، ويلتجئ إليه ويدعوه ويخافه ويرجوه ويتوكل عليه ويستغيث به، ونحو ذلك (انظر: أعلام السنة للحكمي) .
قسَّم العلماء الشرك إلى نوعين :
أحدهما : أكبر، وهو المخرج من الملة .
والآخر : أصغر، وهو الذي لا يخرج من الملة .
فالأول : يحبط جميع الأعمال، والآخر: يحبط العمل الذي خالطه الشرك ولا يحبط الأعمال الخالصة لله، فمثال الأول : عبادة غير الله، والدليل قول الحق تبارك وتعالى : "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا " (النساء، الآية: 48) ، ومثال الثاني : يسير الرياء، وقول : ما شاء الله وشئت والدليل : حديث محمود بن لبيد رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» فسُئِل عنه فقال : «الرياء» ( أخرجه أحمد وسنده جيد) وحديث حذيفة بن اليمان رضى الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان» (أخرجه أبو داود وهو صحيح ) .
قلت : وللاطلاع على هذا التقسيم يرجع إلى «أعلام السنة» للحكمي رحمه الله (نظر إن شئت: أعلام السنة للحكمي) .
فائدة : ما الفرق بين الواو وثم في الحديث المتقدم ونحوه من الأحاديث ؟
العطف بالواو يقتضي المقارنة والتسوية فيكون مَنْ قال : ما شاء الله وشئت ، قارنًا مشيئة العبد بمشيئة الله، بخلاف العطف بثم المقتضية للتبعية، فمن قال : ما شاء الله ثم شئت، فقد أقرَّ بأن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى، فلا تكون مشيئة العبد إلا بعد مشيئة الله (نظر إن شئت: أعلام السنة للحكمي) .
من العقوبات للمشركين أن الله حرَّم عليهم الجنة ومأواهم النار، فقد قال تعالى : "إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (المائدة: 72) وقال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ " ( البينة: 6 ) ومنها أنهم حُرِمُوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، قال تعالى : "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ " (التوبة، الآية: 113).
قلت : النهي عن الشرك هو أول وصية في آيات الأنعام .
مختارات
-
هل استغفرت اليوم من ذنوبك؟
-
الآفة الرابعة عشرة - عدم التثبت أو التبين
-
" الله حيي يحب الحياء "
-
الرد المختصر على من قال بكراهية صيام الست من شوال
-
" أفضل طريقة لحفظ القرآن "
-
" التقليد والغباء "
-
كرم النبي – صلى الله عليه وسلم - وحلمه وعفوه وشجاعته
-
ما أحوج المجتمعات لأمثال هؤلاء !!
-
هل يقال : "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"؟
-
يختص برحمته