قصة الجمال والحسن..
مركزية في وعي الإنسان وفطرته.
وواضح أن تطلعه وأمانيه لأن يكون جميلا غائرة في وجدانه.
وفي قصة الحياة كانت أرزاق الناس وحظوظهم من الجمال متفاوتة كتفاوت أرزاقهم
وربما تكون نسبية الجمال صادقة وتقييم الناس للجمال متفاوتا بشكل كبير
لكن الجميع يؤمنون بحقيقة هذا التفاوت في القسمة
وهو حقيقة قرآنية أيضا
فحظ يوسف عليه السلام وحده من الحسن نصفه
وجمال الخلق كلهم في النصف الثاني.
يتقبل الكثيرون تفاوت الحظوظ في الأرزاق والأموال لكنهم أكثر حساسية وحزنا تجاه تواضع نصيبهم من الجمال
مع أنه كالمال تماما مجرد عرض عابر وحظ مؤقت للابتلاء والاختبار.
الجسد الذي أنت فيه ثوب أراد الله أن يكون هو لباسك في مدة ابتلائك في هذه الحياة.
لونك طولك تقاسيم وجهك لون عينيك شعرك....
جلدك..
هو ورقة اختبار كانت هي قدرك لتحتضن روحك مدة حياتك.
مثل ما قدر لك نسبك وبلدك وبيتك ومالك وجيناتك وبقية الأقدار
ربما تودع الروح في جسد جميل بالغ الوسامة والحسن
وربما في جسد دميم موحش
وبين ذلك.
وتمضي قصة الاختبار بالجمال
فيفقد الجميل جماله بالحوادث والشيب والهرم بعض جماله أو كله
المهم أنك في صورة اختارها الله لك ليبتليك
هل ترضى أو تسخط
هل تتقبل كل شيء
أم أنت ساخط من بعض شيء من لونك أم من طولك أم لون شعرك أو شكل أنفك أو فمك.
لا علاقة لروحك بالصورة
كما لا يشوه جمال الروح أنك تولد لعائلة فقيرة
لا يشوه جمالها أن تودع في جسد فاقد للحسن أو بعضه.
كل جمال فيك ابتلاء
وكل نقص ابتلاء
هل تشكر وتصبر
هل تطيع الله في ما قدره لك؟
بعد أيام من الموت تصبح الهياكل متقاربة لم يعد هناك شيء يمكن أن يكون جمالا
سوى العظام
ثم تبلى العظام وتصبح ترابا
في الآخرة
يتغير كل شيء
حظك من الجمال هناك بقدر حظك من العمل الصالح هنا.
لونك هناك يشرق بقدر إشراق حسناتك.
أقل امرأة مؤمنة جمالا في العالم حين تدخل الجنة يضيء لونها ما ما بين السماء والأرض.
وخمارها على رأسها
أجمل من كل جمال نساء أهل الدنيا أجمعين.
صور أهل الجنة صور جديدة
خرجوا من الأجساد الناقصة والألوان المعيبة والأشكال الباهتة والعيوب في الصور
إلى أجساد جديدة فوق ما تتخيله عقولهم وتتمناه نفوسهم
يزدادون في كل لحظة جمالا وحسنا.
المؤمن والمؤمنة يصاحبون حظوظهم من الأجساد صحبة الراضين الشاكرين ينظرون إلى من هو دونهم فيشكرون ربهم ويتأملون بديع خلق الله فيهم
في،صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم
إذا نَظَرَ أحَدُكُمْ إلى مَن فُضِّلَ عليه في المالِ والخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إلى مَن هو أسْفَلَ منه.
أنت جميل أيها المؤمن مهما كان الجسد الذي أودعت فيه روحك.
روحك بالإيمان بالغة الوسامة والحسن والجمال.
صلاتك تسبيحك برك بالوالدين أخلاقك الحسنة
تزيدك كل يوم جمالا ونورا ووضاءة
الدنيا كلها دار لتجمل المؤمنين وتزينهم
استعدادا للمناسبة الكبرى والاحتفال العظيم
المؤمنون مشغولون بجمالهم في الآخرة
يتزينون ويتجملون....بالذكر والعبادة والإحسان.
غدا تطلع الوجوه الجميلة التي تعب أصحابها من أجل جمال ذلك اليوم
في الصحيحين
إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ على صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ على أشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّماءِ إضاءَةً،
سيشبعك الله من جمال الصورة فوق ما تتخيل
غدا تخلع ثيابك
وتلبس الثياب الجديدة
مثلما تغتسل من غبار الطريق.
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة.
مختارات