وأسألك حب المساكين...
انتقلت إلى مدينة أخرى وسكنت في حي ليس فيه مسجد قريب فأحتاج للسيارة للذهاب للمسجد وكنت أتنقل بين المساجد وذات صلاة
التقيت أحد الأصدقاء في أحد تلك المساجد وبعد لقائنا تقدم هو للسلام على رجل جالس ثم لأنني قريب منهما تقدمت وصافحت صاحبه أيضا
وخرجت برفقة صديقي إلى خارج المسجد وحدثني عن هذا الرجل الجالس وأنه أحد التجار الكبار ورجل صالح أيضا يأتي مبكرا للصلاة وينصرف متأخرا.....
وفي يوم آخر
حضرت للمسجد ووجدت الرجل مبكرا للصلاة أيضا
ومع أنني أظن نفسي أقرب للعزلة والانطواء شعرت برغبة في داخلي للقرب منه والسلام عليه بل والحديث معه.
لا أظن ذلك من أجل تبكيره للصلاة فأنا أعرف الكثيرين غيره يبكرون للصلاة ولا أجد تلك الرغبة الدفينة للتعرف عليهم.
أين المشكلة إذا؟
المشكلة أن في غرائزنا ميلا فطريا للأغنياء فلو لم يقل لي،صاحبي إنه من التجار لكان واحدا من عشرات المصلين غيره.
ما هذه الجاذبية التي تميل بنا للقرب منهم
هل نحن نطمع في أموالهم
ليس بالضرورة أن نكون كذلك فالأغنياء لن يعطوننا شيئا مجانا بل ربما لا نقبل منهم أيضا
ربما لأننا نشعر أنهم لا يحتاجون إلينا
ربما لأننا ننفتح على عالمهم الأكثر ثراء وجاذبية
ربما لأنهم يبدون في مظهرهم أكثر لطفا وتهذيبا....
ربما....كل شيء
صليت الراتبة وقررت ألا أذهب لمصافحته هذه المرة فقد انكشفت لي نفسي وغريزتها الساذجة.
أقبل الرجل الثري مني وصافحني بلطف
لا أدري ما الذي جعله يفعل ذلك!
ربما أراد أن يرد لي جميل الأمس بالمصافحة...
تذكرت حينها لماذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بحب المساكين.
وليس الأغنياء مع أن الأغنياء فيهم صالحون كذلك.
لأننا ميالون بالغريزة للأغنياء مغرمون فطرة بهم
ولكن المشكلة في المساكين...
الذين تنفر النفوس منهم....
اللهم ارزقنا حب المساكين.
مختارات