من اليوم الثامن إلى الثالث عشر كلها لها أسماء: الثامن هو يوم التروية الذى نحن فيه الآن، و سمي بذلك لأن الماء كان قليلا بمنى فكانوا يرتوون من الماء لما بعده و فيه أول أعمال الحج الخاصة بعد الإحرام و الإهلال و هى الإقامة و المبيت بمنى حتى الخروج منها صبيحة يوم عرفة و الذهاب للموقف العظيم بعرفات. والتاسع طبعا يوم عرفة ويستحب صومه لتكفير ذنوب عامين و لنا معه وقفات غدا إن شاء الله. والعاشر يوم النحر. و اختلف العلماء أى اليومين أعظم عرفة أم يوم النحر فذهب البعض إلى أن يوم عرفة أعظم نظرا لسعة المغفرة والإجابة فيه لكن الراجح و الله أعلم أن يوم النحر أعظم لنص حديث النبى صلى الله عليه و سلم " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر " صحيح الجامع. ثم أيام التشريق الثلاثة: فالحادي عشر يوم القَر - بفتح القاف - لأن الحجاج يقرون فيه بمنى، والثاني عشر يوم النفر الأول لأنه يجوز النفر من منى فيه لمن تعجل فى يومين و لا إثم عليه، والثالث عشر يوم النفر الثاني. وسميت جميعا بأيام التشريق؛ لأن الحجاج يشرقون فيها لحوم الأضاحي والهدايا - أي ينشرونها ويقددونها في الشمس. وأيام التشريق على الراجح هي الأيام المعدودات المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}. و سميت أيضا بأيام منى وأيام رمي الجمار والأيام المعدودات، كل هذه الأسماء واقعة عليها. والفقهاء يعبرون بأيام منى تارة، وبأيام التشريق تارة أخرى. رزقنا الله و إياكم حج بيته و الاعتمار و بارك للحجيج هذا العام فى سعيهم و طوافهم و وقوفهم و سائر أعمالهم.