معاني الأسماء الحسنى
فائدة
( الحكيم ) وهو الذي له الحكمة العليا في خلقه وأمره ، الذي أحسن كل شيءٍ خلقه " ومن أحسن من الله حكمًا لقومٍ يوقنون " فلا يخلق شيئًا عبثًا ، ولا يشرع شيئا سدًى ، الذي له الحكم في الأولى والآخرة ، وله الأحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشاركٌ : فيحكم بين عباده في شرعه وفي قدره وجزائه . والحكمة : وضع الأشياء مواضعها ، وتنزيلها منازلها .
فائدة
( الرحمن ، الرحيم ، البر ، الكريم ، الجواد ، الرؤوف ، الوهاب ) هذه الأسماء تتقارب معانيها ، وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة والبر والجود والكرم ، وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عمّ بها جميع الوجود ، بحسب ما تقتضيه حكمته ، وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر والحظ الأكمل ، قال تعالى : " ورحمتي وسعت كل شيءٍ فسأكتبها للذين يتقون ... الآية " والنعم والإحسان كله من آثار رحمته وجوده وكرمه ، وخيرات الدنيا والآخرة كلها من آثار رحمته .
فائدة
( القدوس ، السلام ) أي : المعظم المنزه عن صفات النقص كلها ، وأن يماثله أحدٌ من الخلق ، فهو المتنزه عن جميع العيوب ، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحدٌ في شيءٍ من الكمال " ليس كمثله شيءٌ " ، " ولم يكن له كفوًا أحد " ، " هل تعلم له سميًّا " ، " فلا تجعلوا لله أندادًا " فالقدوس كالسلام ينفيان كل نقصٍ من جميع الوجوه ، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه ؛ لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله .
فائدة
( الفتّاح ) الذي يحكم بين عباده بأحكامه الشرعية وأحكامه القدرية وأحكام الجزاء ، الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين ، وفتح قلوبهم لمعرفته ومحبته والإنابة إليه ، وفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة , وسبّب لهم الأسباب التي ينالون بها خير الدنيا والآخرة " ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده".
فائدة
( الرزاق ) لجميع عباده فما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ، ورزقه لعباده نوعان : رزقٌ عامٌّ شمل البرّ والفاجر والأولين والآخرين ، وهو رزق الأبدان ، ورزقٌ خاصٌّ وهو القلوب ، وتغذيتها بالعلم والإيمان ، والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، وهذا خاصٌّ بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته .
فائدة
( الغني ) فهو الغني بذاته ، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات ، لكماله وكمال صفاته ، فلا يتطرق إليها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه ، ولا يمكن أن يكون إلا غنيًّا ، لأن غناه من لوازم ذاته ، كما لا يكون إلا خالقًا قادرًا رازقًا محسنًا ، فلا يحتاج إلى أحدٍ بوجهٍ من الوجوه ، فهو الغنيّ الذي بيده خزائن السماوات والأرض ، وخزائن الدنيا والآخرة ، المغني جميع خلقه غنًى عامًّا ، والمغني لخواص خلقه ، بما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانيّة والحقائق الإيمانية .
فائدة
( القريب ، المجيب ) أي : هو تعالى القريب من كل أحدٍ ، وقربه تعالى نوعان : قربٌ عامٌّ من كل أحدٍ ، بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته وإحاطته وقربٌ خاصٌّ من عابديه وسائليه ومحبيه ، وهو قربٌ لا تدرك له حقيقةٌ ، وإنما تعلم آثاره ، من لطفه بعبده وعنايته به وتوفيقه وتسديده ، ومن آثاره الإجابة للداعين والإنابة للعابدين ، فهو المجيب إجابةً عامةً للداعين ، مهما كانوا وأين كانوا وعلى أي حالٍ كانوا ، كما وعدهم بهذا الوعد المطلق ، وهو المجيب إجابةً خاصةً للمستجيبين له المنقادين لشرعه ، وهو المجيب أيضًا للمضطرين ، ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين وقوي تعلقهم به ، طمعًا ورجاءً وخوفًا
فائدة
( الحقّ ) في ذاته وصفاته ، فهو واجب الوجود ، كامل الصفات والنعوت ، وجوده من لوازم ذاته، ولا وجود لشيءٍ من الأشياء إلا به ، فهو الذي لم يزل ولا يزال بالجلال والجمال والكمال موصوفًا ، ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفًا ، فقوله حقٌّ ، وفعله حقٌّ ، ولقاؤه ورسله حقٌّ ، وكتبه حقٌّ ، ودينه هو الحق ، وعبادته وحده لا شريك له هي الحق ، وكل شيءٍ ينسب إليه فهو حقٌّ " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العليّ الكبير " ، " قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ، " فماذا بعد الحق إلا الضلال " ، " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا " .