6- بديل الجهاد
يا صاحب الرسالة.. مثلي ومثلك كان الأولى بهم أن يكونوا في ساحة الجهاد ويرتدوا بزَّة القتال الذي صار فرض عين على كل فرد منا بعد اغتصاب الأرض وتدنيس المقدَّسات، فإذا ما حيل بيننا وبين الجهاد، فكيف نبرهن على صدق نياتنا واشتياق قلوبنا للقاء عدونا وتحرير مسرى نبينا؟! كيف؟!
والله ما من وسيلة ولا طريق لإسقاط وزر القعود عن الجهاد وإثم التخاذل عن نصرة إخواننا المستضعفين غير حمل هم الدعوة والاحتراق عملا لديننا، فلا يصلح في هذا المضمار سوى أعمال الأبرار، وما سوى ذلك ليس سوى أوهام، فإن لم نبذل لديننا حال رخائنا، ولم تحدِّثنا نفوسنا بالغزو معظم وقتنا، فأخشى أن نموت على شعبة من النفاق دون أن نشعر.
أخي صاحب الرسالة.. أنت مجاهد، والجهاد هو بذل غاية الجهد، فهل بلغت غايتك وأصبت ذروتك في سبيل دعوتك؟!
يا ابن الدعوة.. يا من يجري في عروقه دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل..
أيها المجاهد البطل..
أرأيت مجاهدا نائما في ساحة قتال والرؤوس حوله تتطاير؟!
أسمعت عن بطل صال وجال دون نضال وملحمة؟!
وقد فهمها المجنون من قبلك!! وأقصد به مجنون ليلى وهو الذي فهم أنه يستحيل أن يحب دون أن يتأثر بمصاب من أحب، فيمرض لمرضه ويأسى بِأَساه، واسمع له يقول:
أقول لظبي مرَّ بي في مفازة
لأنت أخو ليلى، فقال: يُقال
أيا شبه ليلى إنَّ ليلى مريضةٌ
وأنت صحيحٌ إنَّ ذا لمُحال
مختارات