شرح اذكار الصباح والمساء 2
(اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ وَالفَقْرِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)
صحابي الحديث هو أبو بكرة، نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة
قوله: (اللهم عافني في بدني) أي: سلِّمْني من الآفاتِ والأمراض في بدني.
قوله: (عافني في سمعي.. وفي بصري) خاص بعد عام؛ فقوله بدني شامل لكل الجسم، ولكن خصص هاتين الحاستين؛ لأنهما الطريق إلى القلب؛ الذي بصلاحه يصلح الجسد كله، وبفساده يفسد الجسد كله.
(حَسْبِيَ اللهُ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ) (سَبْعَ مَرَّاتٍ)
صحابي الحديث هو أبو الدرداء
وجاء في الحديث: أن من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.
قوله: (حسبي الله) أي: كفاني الله تعالى في كل شيء.
قوله: (عليه توكلت) أي: اعتمدت.
(اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في دِيْني ودُنْيَاي، وأهْلِي، ومَالي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللهُمَّ احْفَظْني مِنْ بيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَميني، وعَنْ شِمَالي، ومِنْ فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتكَ أنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتي)
صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر
قوله: (العافية) من عافاه الله وأعفاه، والاسم عافية؛ وهي: دفاع الله عن العبد الأسقام والبلايا.
أما سؤال العافية في الدين؛ فهي: دفاع الله كل ما يشين الدين ويضره، وأما في الدنيا؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر دنياه، وأما في الأهل؛ فهي: دفاع الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام... وغير ذلك، وأما في المال؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر ماله من الغرق والحرق والسرقة... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية.
قوله: (عوراتي) وهي: كل ما يستحي منه إذا ظهر؛ والعورة من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، ومن الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين والأفضل تغطيتهما، وفي القدمين قولان، وقيل: جميع بدنها دون استثناء، ومن الأمة مثل الرجل مع بطنها وظهرها.
قال المصحح: والقول الحق: أن المرأة كلها عورة حتى وجهها وكفيها؛ لقوله تعالى: â يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الـْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا، قال ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة) وقال: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنّ). وأعظم جمال المرأة وزينتها في وجهها وكفيها. وقال سبحانه وتعالى: â وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ. وقالت عائشة ’ في شأن صفوان بن المعطل في قصة الإفك: (فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فَخَمَّرتُ وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه وهذه القصة تدل دلالة صريحة على تغطية الوجه، وكذلك في قصة زواج النبي بصفية أثناء عودته من خيبر في الطريق إلى المدينة، وأنه أردفها خلفه على راحلته فاحتجبت حجاباً كاملاً، ومما يدل دلالة صريحة على أن جميع بدن المرأة عورة قول النبي: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان). وهذه الأدلة الصريحة تدل على وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها عند حضرة الرجال الأجانب، أما في الصلاة، فإنها لا تغطي وجهها إلا إذا كان عندها رجال ليسوا من محارمها.
وأما عورة الأمة المملوكة فالأقرب أن عورتها مثل عورة الحرة، وفي الصلاة مثل الحرة؛ لأنها قد تكون أجمل من الحرة فتفتن الناس، وقد سمعت شيخنا ابن باز ‘ يقول ذلك
والمراد منها هاهنا: كل عيب وخلل في شيء؛ فهو عورة.
قوله: (وآمن) من قولك: أمن يؤمن من الأمن.
قوله: (روعاتي) جمع روعة؛ وهي: المرة الواحدة من الروع؛ وهو الفزع والخوف.
قوله: (اللهم احفظني من بين يدي..) إلى آخره، طلب من الله أن يحفظه من المهالك، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة، من الجهات الست بقوله: (من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي) ولاسيما من الشيطان، وهو المزعج لعباد الله بدعواه في قوله:
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
وأما من جهة الفوق؛ فإن منها ينزل البلاء والصواعق والعذاب.
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله: (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) إشارة إلى أنه ما ثم مهلكة من المهالك، أشد وأفظع من التي تعرض لابن آدم من جهة التحت، وذلك مثل الخسف؛ لأن الخسف يكون من التحت.
وأما قوله: (أغتال) والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.
قال الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ
(اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّموَاتِ والأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَلِيْكَهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وأنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أوْ أجُرَّهُ إلَى مُسْلِمٍ)
صحابي الحديث هو أبو هريرة
قوله: (عالم الغيب) منصوب على النداء، وحرف النداء محذوف، تقديره: يا عالم الغيب، ويجوز أن يكون مرفوعاً على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أنت عالم الغيب والشهادة.
والغيب: المعدوم، والشهادة: الموجود المدرك كأنه يشاهده.
وقيل: الغيب ما غاب عن العباد، والشهادة ما شاهدوه، وقيل: الغيب السر، والشهادة العلانية، وقيل: الغيب الآخرة، والشهادة الدنيا، وقيل: عالم الغيب والشهادة؛ أي: عالم ما كان وما يكون.
قوله: (فاطر السموات والأرض) أي: خالق السموات والأرض، يقال: فطر الشيء إذا بدأ وخلق.
والكلام فيها، وفي قوله: (رب كل شيء) مثل الكلام في (عالم الغيب)؛ من حيث التقدير.
قوله: (ومليكه) أي: مالكه.
قوله: (من شر نفسي) إنما استعاذ بربه من شر النفس؛ لأن النفس أمارة بالسوء، ميالة إلى الشهوات واللذات الفانية.
والنفس لها معانٍ، والمراد هاهنا المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان، ولهذا قال: (ومن شر نفسي).
وأما نفس النبي فمجبولة على الخير، وهي نفس مطمئنة، فكيف يتصور منها الشر حتى استعاذ من شرها؟ يجوز أن يكون المراد منه الدوام والثبات على ما هي عليه، أو المراد تعليم الأمة وإرشادهم إلى طريق الدعاء، وهو الأظهر.
قوله: (وشر الشيطان) الشيطان اسم لإبليس من شطن إذا بعد؛ سمي به؛ لأنه بَعُد من الرحمة.
وقيل: من شاط؛ أي: بطل؛ سمي به لأنه مبطل، والألف والنون فيه للمبالغة.
قوله: (وشركه) أي: شرك الشيطان، يروى هذا على وجهين؛ أحدهما: شِرْكه بكسر الشين وسكون الراء؛ ومعناه ما يدعو له الشيطان، ويوسوس له من الإشراك بالله سبحانه، والثاني: وشَرَكه بفتح الشين والراء، يريد حبائل الشيطان ومصايده.
قوله: (أن أقترف) أي: أكتسب.
قوله: (أو أجُرَّه) أي: أو أجر السوء.
قوله: (وإذا أخذت مضجعك) أي: عند النوم.
(بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيْمُ) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)
صحابي الحديث هو عثمان بن عفان
وجاء في الحديث: أن من قالها ثلاثاً إذا أصبح، وثلاثاً إذا أمسى؛ لم يضره شيء.
قوله: (بسم الله) أي: بسم الله أستعيذ.
قوله: (مع اسمه) أي: مع مصاحبة اسمه.
قوله: (ولا في السماء) أي: ولا يضر مع اسمه شيء في السماء؛ يعني: كما أن أهل الأرض في الأمن والسلامة ببركة اسم الله تعالى ومصاحبته، كذلك أهل السماء، والذي يصحب اسم الله ويلازمه، لا يضره شيء؛ أو معناه: الذي لا يضر مع اسمه شيء من جهة الأرض ولا من جهة السماء.
قوله: (وهو السميع العليم) أي: السميع بكل المسموعات، والعليم بكل شيء.
(رَضِيْتُ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِيْناً، وبِمُحَمَّدٍ نَبيًّا) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)
صحابي الحديث هو ثوبان بن بُجْدُد
وجاء في الحديث: أن من قالها ثلاثاً حين يصبح، وثلاثاً حين يُمسي، كان حقًّا على الله أن يرضيه يوم القيامة.
قوله: (رضيت بالله ربًّا) أي: قنعت به، واكتفيت به، ولم أطلب معه غيره.
[قال المصحح: فلا إله غيره ولا رب سواه فهو ربي ومعبودي]
قوله: (وبالإسلام دينا)ي: رضيت بالإسلام ديناً؛ بمعنى لم أسْعَ في غير طريق الإسلام، ولم أسلك إلا ما يوافق شريعة محمد.
قوله: (وبمحمد) أي: رضيت بمحمد نبياً.
قوله: (كان حقاً على الله أن يرضيه) أي: كان واجباً أوجب الله على نفسه أن يرضيه.
(يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْـمَتِكَ أسْتَغِيثُ، أصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ)
صحابي الحديث هو أنس بن مالك
قوله: (يا حي) أي: الدائم البقاء.
قوله: (يا قيوم) أي: المبالغ في القيام على شؤون خلقه.
قوله: (أصلح لي شأني كله) أي: حالي وأمري.
قوله: (ولا تكلني) أي: لا تتركني.
قوله: (إلى نفسي طرفة عين) أي: لحظة ولمحة.
(أصْبَحْنَا وأصْبَحَ الـمُلْكُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ: فَتْحَهُ، ونَصْرَهُ، وَنُورَهُ، وبَرَكَتَهُ، وهُدَاهُ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيْهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ)
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا وأمْسَى الـمُلْكُ للَّهِ رَبِّ العَالَمينَ.
وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَتْحَهَا، ونَصْرَهَا ونُوْرَهَا، وبَرَكَتهَا، وَهُدَاهَا، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فيْهَا وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا).
صحابي الحديث هو أبو مالك الأشعري
قوله: (فتحه) أو (فتحها) أي: الظفر على المقصود.
قوله: (نصره) أو (نصرها) أي: النصرة على العدو.
قوله: (نوره) أو (نورها) أي: بالتوفيق إلى العلم والعمل.
قوله:(بركته) أو (بركتها) أي: بتيسير الرزق الحلال الطيب.
قوله: (هداه) أو (هداها) أي: الثبات على متابعة الهدى ومخالفة الهوى.
قال الطيبي رحمه الله: (قوله: فتحه.. وما بعده بيان لقوله: خير هذا اليوم).
قوله: (من شر ما فيه – أو ما فيها ) أي: في هذا اليوم أو هذه الليلة.
قوله: (شر ما بعده – أو ما بعدها ) واكتفى به عن سؤال خير ما بعده – أو ما بعدها -؛ إشارة بأن درء المفاسد أهم من جلب المنافع.
(أصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ، وعَلَى كَلِمَةِ الإخْلاصِ، وعَلَى دِيْنِ نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ، وعَلَى مِلَّةِ أبِينَا إبْرَاهيمَ، حَنيفاً مُسْلِماً ومَا كَانَ مِنَ الـمُشْرِكِينَ)
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ.
صحابي الحديث هو عبدالرحمن بن أبي أبزى
قوله: (على فطرة الإسلام) أي: دينه الحق، وقد تَرِد الفطرة بمعنى السنة.
قوله: (كلمة الإخلاص) وهي كلمة الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
قوله: (ودين نبينا محمد ) الظاهر أنه قالها تعليماً لغيره، قال النووي رحمه الله في (الأذكار): (لعله قال ذلك جهراً ليسمعه غيره، ليتعلم غيره)
قوله: (حنيفاً) أي: مائلاً إلى الدين المستقيم.
(سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ) (مِئَةَ مَرَّةٍ)
صحابي الحديث هو أبو هريرة
وجاء في الحديث: (من قالها مئة مرة حين يصبح وحين يمسي، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه).
قوله: (مئة مرة) تعيين المئة لحكمة يعلمها الشارع، وخفي وجهها علينا.
قوله:(بأفضل) أي: بشيء أفضل مما جاء به هذا القائل.
قوله: (أو زاد عليه) يدل على أن الزيادة لا تضر في تعيين العدد، بخلاف النقصان.
(لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ). [عشر مرات] أو (مرة واحدة)
صحابي الحديث هو أبو عيَّاش؛ قيل: اسمه زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان، وقيل: غير ذلك
وجاء في الحديث: (أن مَن قالها حين يصبح وحين يمسي؛ كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكُتِب له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يُمسي)
قوله: (عدل رقبة) أي: ما يساوي إعتاق رقبة.
(لَا إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ علَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ) (مئةَ مَرَّةٍ إذَا أصْبَحَ)
صحابي الحديث هو أبو هريرة
وجاء في الحديث: أن مَن قالها مئة مرة في يوم كانت له عدل عشر رقاب، وكُتِبَ له مئة حسنة، ومُحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
(سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، ورِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ومِدَادَ كَلِمَاتهِ) (ثلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أصْبَحَ)
صحابية الحديث هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية، زوج النبي
والحديث بتمامه: أن النبي خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: (ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟!) قالت: نعم، قال النبي: (لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن)
قوله: (في مسجدها) أي: موضع صلاتها.
قوله: (سبحان الله وبحمده.. مداد كلماته) أي: مثلها في العدد، وقيل: مثلها في أنها لا تنفد، وقيل: في الثواب؛ والمداد هنا مصدر بمعنى المدد؛ وهو ما كثرت به الأشياء.
والمراد هنا المبالغة به في الكثرة؛ لأنه ذكر أولاً ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق، ثم زنة العرش؛ ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك، وعبر عنه بهذا؛ أي: ما لا يحصيه عدٌّ كما لا تحصى كلمات الله – تعالى
(اللهُمَّ إنِّي أَسْألُكَ عِلْماً نافِعاً، ورِزْقاً طَيِّباً، وعَملاً مُتقَبَّلاً) (إذا أصْبَحَ)
صحابية الحديث هي أم سلمة
(أستَغْفِرُ اللهَ وأتُوبُ إليهِ) (مِئَةَ مَرَّةٍ في اليَوْمِ)
صحابي الحديث هو الأغر بن يسار المزني.
قوله: (أستغفر الله وأتوب إليه) ظاهر[هُ] أنه يطلب المغفرة، ويعزم على التوبة.
وقد استُشْكِل وقوع الاستغفار من النبي وهو المعصوم، والاستغفار يستدعي وقوع معصية؟ وأجيب بعدة أجوبة؛ منها قول ابن بطال رحمه الله: الأنبياء أشد الناس اجتهاداً في العبادة، لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة، فهم دائبون في شكره، معترفون له بالتقصير؛ أي: أن الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى، ويحتمل أن يكون لاشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أو جماع... وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكره ومنها أن استغفاره تشريع لأمته، والله أعلم.
(أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أمْسَى)
صحابي الحديث هو أبو هريرة
وجاء في الحديث: أن من قالها حين يمسي ثلاث مرات لم تضره حُـمَةٌ تلك الليلة.
قوله: (بكلمات الله) أي: أسماء الله تعالى وكتبه.
قوله: (التامات) أي: الخالية من النقص.
قوله: (حُـمَةٌ) أي: سُمٌّ؛ والمعنى: أنه لا يضرك سمٌّ في تلك الليلة التي قلت فيها هذا الدعاء.
(اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبيِّنَا مُـحَمَّدٍ) (عَشْرَ مَرَّاتٍ)
صحابي الحديث هو أبو الدرداء
والحديث بتمامه: قوله: (من صلى علي حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة)
مختارات