اسم الله المالك 1
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : ( المالك ) :
أيها الأخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم " المالك " اسم الله " المالك " .
ورود اسم المالك في القرآن الكريم والسنة النبوية :
الحق سبحانه وتعالى مالك لعالم الغيب والشهادة وما فيهما :
الآن إذا كان الحق سبحانه وتعالى مالكاً لعالم الغيب والشهادة وما فيهما كما بينت الأدلة السابقة ، فهو المالك إذاً على سبيل الإطلاق ، أزلاً وأبداً .وقد ثبت ذلك عند مسلم عن أبي هريرة حين ورد اسم " المالك " في الحديث الصحيح مطلقاً ، فقد قال عليه الصلاة والسلام : " إِنَّ أَخْنَعَ اسم عند الله " [متفق عليه] يعني إن أذلّ اسم ، وأوضع اسم عند الله : " رجلٌ تَسَمَّى مَلِك الأمْلاك ، لا مالك إِلا الله " [البخاري ومسلم] " المالك " هو الله عز وجل ، مالك عالم الغيب ، وعالم الشهادة ، مالك الملك والملكوت .
المالك في اللغة :
ملكية الله جلّ جلاله لعالم الغيب والشهادة وللدنيا والآخرة ملكية مطلقة :
ملكية الله جلّ جلاله لعالم الغيب وعالم الشهادة للدنيا والآخرة ملكية مطلقة ، إذاً مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته ، لا يمتنع عليه منها شيء ، آلاف الأشياء قد نملكها ملكاً ظاهراً ولا نملك التصرف فيها ، لأن مالك الشيء في كلام العرب هو المتصرف والقادر عليه .
وقد قرأ نافع وحمزة ملك يوم الدين ، بغير ألف ، وقد قرأ عاصم الكسائي " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " بألف وكلا القراءتين صحيحة ، وقد رويت القراءتان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في بعض الأئمة في الركعة الأولى يقول " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " في الركعة الثانية يقول ملك يوم الدين .
فإذا كان لملوك الدنيا لا يمكن لأحدهم أن يؤسس ملكه بجهده منفرداً ، فلابدّ له من ظهير ، أو معين ، سواء في أهله وقرابته ، أو في حزبه ، أو في جماعته ، أو قبيلته ، أو عشيرته ، فالله سبحانه وتعالى هو المنفرد في الملكية حقيقة .
الله عزّ وَجَل لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ :
الله عز وجل بدأ البشرية بنبي كريم وأنهاها بسيد الأنبياء والمرسلين :
فكرة لطيفة ، إلهنا وربنا بيّن لنا في الكتاب ، في وحي السماء ، أن البشر بدأهم بآدم ، ونحن في جميع الموسوعات العلمية نؤكد لطلابنا هذا ، وعندئذٍ يتمزقون بين كلام مدرس التربية الإسلامية ، وبين كلام مدرس العلوم الطبيعية ، الطفل أحياناً يتمزق حينما يرى تفسيرات متناقضة .
الحقيقة هناك سؤال دقيق جداً ، مع أن نظرية دارون تحت الأقدام الآن ، لا عند علماء المسلمين ، لا والله ، عند علماء الغرب ، عند العلماء الذين آمنوا بهذه النظرية هم نقضوها نقضاً كلياً ، وهناك أدلة قاطعة ، أن هذه النظرية انتهت ، لا عندنا كمسلمين ، عندنا منتهية ، انتهت عند علماء الغرب ، لأن دارون قال : إن لم تثبت العلوم نظريتي فهي باطلة ، دارون صاحب النظرية تنبأ ببطلانها ، لأنه كان يتصور أن الفأرة تأتي من خرق بالية ، وأن الدود يأتي من تفسخ اللحم ، وأن الضفدع يأتي من الوحل ، شيء مضحك ، لو رجعتم لكتاب أصل الأنواع لدارون لا تملك إلا أن تضحك ، شيء سخيف جداً .
تمسك الناس بنظرية دارون مع إثبات بطلانها :
لكن هناك نقطة دقيقة : ما دام المخلوقات تطور ت، التطور يقتضي وجود مخلوق مرحلي ، من سمكة ، إلى زاحفة ، إلى ديناصور ، إلى ، إلى ، فنظرية دارون تقتضي أن هناك مخلوقاً مرحلياً ، بعد اكتشاف المستحاثات ، التي كُشفت قبل 530 مليون عام وجد أن معظم المخلوقات والحيوانات عن طريق الأحافير هي نفسها اليوم ، العلم لم يثبت وجود مخلوق مرحلي ، أن تخلق الضفدع من الوحل شيء مضحك ، وأن يُخلق الدود من اللحم المتفسخ شيء مضحك ، وأن تخلق الفأرة من الخرق البالية شيء مضحك ، وأن لا توجد في تاريخ البشرية عن طريق المستحاثات مخلوقات مرحلية هذا يبطل هذه النظرية، هي نظرية باطلة، تحت الأقدام، بالدليل القطعي الذي ليس فيه كلمة واحدة من علماء المسلمين ، من علماء الغرب الذين آمنوا بهذه النظرية .
السؤال : لماذا يتمسك الناس بهذه النظرية ؟ في العالم كله الآن ، في المناهج والجامعات ، في الموسوعات العلمية كلها ، هناك سبب ، لابدّ من التوضيح : إنسانان أرادا شراء سيارة ، أحدهما اشترى والثاني لم يشترِ ، سرت إشاعة في البلد ، أن هناك قانون يخفض الرسوم إلى النصف ، الذي اشترى يكذب هذه الإشاعة من دون دليل ، لأن تكذيبها يريحه لأنه اشترى،والذي لم يشترِ يصدق هذه الإشاعة من دون دليل لأن التصديق يريحه .
فهناك حالات كثيرة جداً الإنسان يصدق أو يكذب من دون دليل ، لأن التصديق ليس له علاقة بالواقع ، له علاقة براحته النفسية .
منطق العالم اليوم أن يبني مجده على أنقاض الشعوب :
لذلك لا يوجد نظرية تريح الطغاة كنظرية دارون ، ما في إله ، ولا في حساب ، ولا في عذاب ، أيها الطاغية ابنِ مجدك على أنقاض الشعوب ، دمر ، اقتل ، ما في شيء لا في آخرة ، ولا في جنة ، ولا في نار ، ولا في إله يحاسب ، والقوي يأكل الضعيف ، والغني يأكل الفقير ، وانتهى الأمر ، هذا منطق العالم اليوم ، منطق العالم أن تضربه حتى لا ينطق كما ترون مليون قتيل بالعراق ، مليون معاق ، خمسة ملايين مشرد ، والعالم كله مرتاح لأنه لا أحد يؤمن أن هناك إله سيحاسب .
إيمان العالم اليوم بنظرية دارون مع أنها باطلة ليس إيماناً حقيقياً لكنه إيمان يريحهم :
لذلك إيمان العالم اليوم بنظرية دارون مع أنها باطلة ، ومع أنها ركلت بالأقدام ، وعلى أنها تحت الأقدام ، ليس إيماناً حقيقياً لكنه إيمان يريحهم ، هذا تفسير لماذا يتمسك العالم اليوم بهذه النظرية .لكنني مرة قلت لطلابي : يا بني أنا مؤخراً آمنت بهذه النظرية ، لكنها معكوسة كان إنساناً فأصبح قرداً ، ما معنى قرد ؟ همه بطنه ، ما معنى خنزير ؟ همه فرجه ، فالإنسان اليوم مُسخ إلى قرد وخنزير ، همه بطنه ، وهمه فرجه ، هذا الإنسان ليس فيه قيم .
كنت أقول من باب الطرفة : الحياة من دون قيم لا تعاش ، الآن الحياة من دون مكيف لا تعاش ، لأنه ما عاد في قيم إطلاقاً ، الذي يجري في العالم شريعة الغاب ، القوي يأكل الضعيف ، لا في حق ، ولا في منطق ، ولا في قيمة ، ولا في شيء ، هناك سيناريو متقن أو غير متقن ، هناك صفقة كبيرة أو غير كبيرة .
علة الخلق وعلة دوام الحياة علتان كبيرتان توجبان أن الله مالك كل شيء :
نعرب كنت فعل ماض تام مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، هنا : " كانَ اللَّهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ " [البخاري] .العلة الثانية لأن الله ملك كل شيء في عالم الشهادة والغيب ، دوام الحياة علة أخرى لاستحقاق الملك ، لأن الموت يوجب انتقال الملكية من جهة إلى جهة ، الله عز وجل حيّ باق على الدوام ، الوارث الباقي بعد فناء خلقه ، فعلة الخلق ، وعلة دوام الحياة علتان كبيرتان توجبان أن الله مالك كل شيء ، أزلاً وأبداً ، دنيا وآخرة ، شهادة وغيباً .
من كان مع مالك الملك كان في أمن وبحبوحة :
وقوله أيضاً : " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " [العنكبوت:57] ولما كانت الحياة وصفاً لذات الله عز وجل فالله عز وجل يقول : " لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ " [غافر:16] فإذا كنت أنت مع مالك المُلك ، مع مالك الدنيا والآخرة ، كنت في أمنٍ وبحبوحة ، إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ، والآية التي قرأناها في دروس سابقة :التوحيد يمنح الإنسان العزة والشجاعة والراحة النفسية :
أيها الأخوة ، أنت حينما تؤمن أن الله مالك المُلك ، مالك الدنيا والآخرة ، مالك عالم الغيب وعالم الشهادة ، مصيرك إليه ، وأمرك إليه ، بيده رزقك ، بيده حياتك ، بيده التوفيق ، بيده النصر ، بيده النجاح ، بيده التفوق ، بيده السعادة ، بيده الرضا ، بيده كل شيء ، هذا هو التوحيد ، وهذه الكلمة أرددها كثيراً : ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
أحد أكبر أسباب العذاب النفسي أن تتوهم أن مع الله إلهاً آخر ، التوحيد يعطيك الراحة النفسية ، التوحيد يعطيك الشجاعة ، التوحيد يعطيك عزة النفس ، التوحيد يبعدك عن أن تستجدي مديح الناس ، التوحيد يجعلك متماسكاً ، التوحيد يجعلك عزيزاً .اجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت
* * *
أفعال الله عز وجل :
ما قال والشر ، لأن إيتاء الملك خير ، ونزعه خير ، الإعزاز خير ، والإذلال خير ، لأن الله جل جلاله يذل ليعز ، ويأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ، ويخفض ليرفع ، ويضر لينفع ، هكذا أفعال الله عز وجل : " عَجَبا لأمر المؤمن ! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير ، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر ، فكان خيراً له ، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر ، فكان خيراً له ، وليس ذلك لغير المؤمن " [مسلم] .مختارات
-
اسم الله الحيي 2
-
مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
-
استقراء تأريخي للنصوص الواردة في عاشوراء
-
من أجل إنتاجية أفضل .. أهمية رسم الأهداف
-
" احـذر "
-
الصفة الرابعة من صفات المؤمنين المحافظة على الصلاة
-
فقه أوامر الله الكونية والشرعية _ الجزء الاول
-
" دعاء أهل البادية "
-
أولئك صُفِّدوا ، فمن يُصَفِّدُ هؤلاء ؟
-
النبي وأصحابه