" المحذورات التي يجب علينا أن نتقيها "
" المحذورات التي يجب علينا أن نتقيها "
التقوى تتحقق بفعل ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به، وترك المحذورات التي نهى الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنها، وسأورد هنا المنهيات التي أوردها ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا المجال بشيء من التصرف الاختصار.
أولا: تقوى الكفر والشرك:
اول ما يجب على العبد أن يتقيه الشرك بالله، والكفر به وبدينه ولقائه، وبصفات كماله، وبما أخبرت به رسله عنه.
ثانيا: اتقاء البدع:
وتكون البدعة إما باعتقاد خلاف الحقِّ الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه، وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئاً، والبدعتان في الغالب متلازمتان، قلَّ أن تنفك إحداهما عن الأخرى، كما قال بعضهم: تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال؛ فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفجأهم إلا وأولاد الزنا يعيشون في بلاد الإسلام؛ تضج منهم العباد والبلاد إلى الله تعالى.
وقال شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية: تزوجت الحقيقة الكافرة، بالبدعة الفاجرة، فتولَّد بينهما خسران الدنيا والآخرة.
ثالثا: اتقاء كبائر الذنوب:
والشيطان إذا ظفر بالعبد، زين له الكبائر، وحسَّنها في عينه، وسّوف به، وفتح له باب الإرجاء، وقال له: الإيمان هو نفس التصديق، فلا تقدح فيه الأعمال، وربما أجرى على لسانه وأذنه كلمة طالما أهلك بها الخلق؛ وهي قوله: " لا يضرُّ مع التوحيد ذنب، كما لا ينفع مع الشرك حسنة ".
رابعا: اتقاء صغائر الذنوب:
فالشيطان يوسوس للإنسان ويقول له: ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللَّمم؛ أو ما علمت بأنها تكفَّر باجتناب الكبائر وبالحسنات؟ ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصرَّ عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالاً منه؛ فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحقرات الذنوب، ثم ضرب لذلك مثلاً بقوم نزلوا بفلاة من الأرض، فأعوزهم الحطب، فجعل يجيء بعود، وهذا بعود، حتى جمعوا حطباً كثيراً، فأوقدوا ناراً، وأنضجوا خبزتهم؛ فكذلك فإن محقرات الذنوب تجتمع على العبد وهو يستهين بشأنها حتى تهلكه» [عزاه جامع مجموع القيم إلى أحمد، والطبراني في الكبير وذكر أن الألباني صححه في الصحيحة].
خامسا: اتقاء المباحات:
عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اجعلوا بينكم وبين الحرام سترةً من الحلال، من فعل ذلك استبرأ لدينه وعرضه، ومن أرتبع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى» [أخرجه الألباني في سلسلة الصحيحة].
والمباحات لا حرج على فاعلها، ولكن التوسع في فعلها، قد يضير صاحبها.
سادسا: اتقاء الأعمال المرجوحة المفضولة:
فالشيطان يأمر العبد بالأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات؛ فيأمره بها، ويحسِّنها في عينه، ويزينها له، ويريه ما فيها من الفضل والربح، ليشغله بها عما هو أفضل منها، وأعظم كسباً وربحاً؛ لأنه لا عجز عن تخسيره أصل الثواب، طمع في تخسيره كماله وفضله، ودرجاته العالية؛ فشغله بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح، وبالمحبوب لله عن الأحب إليه، وبالمرضي عن الأرضى له، ولكن أين أصحاب هذه العقبة؟ فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول [المجموع القيم من كلام ابن القيم، جمع وإعداد منصور بن محمد المقرن، بزيادة وتصرف].
مختارات