اسم الله التواب 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: (التواب):
أيها الأخوة الأكارم، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم " التواب ".
ورود اسم التواب في القرآن الكريم والسنة الشريفة:
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في ستة مواضع معرفاً بأل، كما في قوله تعالى: " فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " [البقرة:37].
وقد ورد أيضاً في ستة مواضع، منوناً، كما في قوله تعالى: " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ " [النور:10].
أيها الأخوة، الله عز وجل يقول: " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً " [النساء:27].
وقد قال العلماء: ما أمرنا الله أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا وما أمرنا أن نستغفره إلا ليغفر لنا، وما أمرنا أن نسأله إلا ليعطينا، وما أمرنا أن ندعوه إلا ليستجيب لنا.
أما في السنة النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: " رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم " [الترمذي وابن ماجه].
التواب في اللغة:
أيها الأخوة " التواب " في اللغة من صيغ المبالغة، وصيغ المبالغة إذا اتصلت بأسماء الله الحسنى، فتعني الكم والنوع، يعني يغفر جميع الذنوب كماً، ويغفر أكبر الذنوب نوعاً، تواب، تائب، وتواب، صيغة مبالغة، على وزن فعال، يغفر كل الذنوب مهما كثرت، ويغفر كل الذنوب مهما عظمت، الفعل تاب، يتوب، توباً، وتوبةً، تاب فعل ماض، يتوب فعل مضارع، توباً مصدر، وتوبة.
التعريف اللغوي للتوبة:
1 ـ الرجوع عن الشيء إلى غيره:
أما تعريف التوبة اللغوي فهو: الرجوع عن الشيء إلى غيره، رجع عن هذا العمل إلى عمل آخر، هذا معنى التوبة اللغوي، بل هو ترك الذنب على أجمل وجه، وهو أبلغ وجه من وجوه الاعتذار، أعلى مستوى من الاعتذار أن تتوب، الاعتذار على أوجه ثلاثة، لا رابعة لها، عملت عملاً، إما أن تقول لم أفعل هذا، هذا اعتذار، الرواية التي بلغتك ليست صحيحة، لم أفعل هذا، من هنا قال الله عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " [الحجرات:6].
تحقق، الله عز وجل يصف لنا التحقيق، قال سيدنا سليمان: " قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " [النمل:27].
تحقق، فأول وجه من وجوه الاعتذار أن تقول: لم أفعل هذا، أو أن تقول: فعلته، ولكن كان قصدي شريفاً، لم أقصد المعنى الذي توهمته، هذا وجه آخر والوجه الثالث تقول فعلت، وأسأت، وقد أقلعت عن هذا الذنب، هذا هو الاعتذار الأسلم، هذه هي التوبة، أن تقول: فعلت، وأسأت، ولن أعود إلى هذا العمل.
2 ـ المذنب الذي يسأل ربه التوبة:
أيها الأخوة، في اللغة: التائب هو المذنب الذي يسأل ربه التوبة، والتائب هو الله الذي يقبل التوبة، نقول هذا الإنسان المذنب تائب، وهذا الإله العظيم تائب، قَبِل التوبة.
3 ـ مخرج النجاة للإنسان حينما تحيط به خطيئاته:
والتوبة أيها الأخوة، مخرج النجاة للإنسان حينما تحيط به خطيئاته.
" وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ " [البقرة:81] مخرج النجاة الوحيد هو التوبة، والتوبة هي صمام الأمان، حينما تضغط عليه سيئاته.
بعض الأوعية البخارية لها صمام أمان، فإذا ارتفع الضغط كثيراً بدل أن تنفجر هذا الصمام يسيح، والبخار يخرج.
4 ـ صمام الأمان حينما تضغط على الإنسان سيئاته: فالتوبة: هي صمام الأمان حينما تضغط على الإنسان سيئاته.
5 ـ تصحيح المسار: والتوبة: هي تصحيح المسار، حينما تضله أهواؤه.
6 ـ حبل الله المتين: والتوبة: هي حبل الله المتين، حينما تغرقه زلاته، مخرج النجاة للإنسان، حينما تحيط به خطيئاته، وصمام الأمان للإنسان حينما تضغط عليه سيئاته، وتصحيح المسار للإنسان حينما تضله أهواؤه، وحبل الله المتين حينما تغرقه زلاته.
7 ـ الصراط المستقيم حينما تنحرف بالإنسان شهواته: والتوبة: هي الصراط المستقيم حينما تنحرف به شهواته.
أيها الأخوة، ورد في الأثر القدسي: " وعزتي وجلالي إن أتاني عبدي ليلاً قبلته، وإن أتاني نهاراً قبلته، وإن تقرب مني شبراً، تقربت منه ذراعاً، وإن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، وإن مشى إليّ هرولت إليه، وإن استغفرني غفرت له، وإن استقالني، أي طلب إقالتي، أقلته، وإن تاب إليّ قبلته، وإن أقبل عليّ تلقيته من بعيد، وإن أعرض عني ناديته من قريب، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن استعان بحولي وقوتي ألنت له الحديد، ومن أراد مرادي أردته ما يريد، أهل ذكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل طاعتي أهل كرامتي، أهل معصيتي لا أقنطهم ومن رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، أشكر اليسير من العمل وأغفر الكثير من الزلل، رحمتي سبقت غضبي، وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوي سبق عقوبتي، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ".
" وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ".
الله عز وجل يقبل التوبة عن عباده ما لم تغرغر النفس أو تطلع الشمس من مغربها:
أيها الأخوة، الله عز وجل هو " التواب " يقبل التوبة عن عباده، حالاً بعد حال، يوماً بعد يوم، وحيناً بعد حين، فما من عبد عصاه، وبلغ عصيانه مداه، ثم رغب في التوبة إلا فتح له أبواب رحمته، وفرح بعودته، ما لم تغرغر النفس، أو تطلع الشمس من مغربها، باب التوبة يغلق والإنسان على فراش الموت، تغرغر روحه، أو تطلع الشمس من مغربها.
" إنَّ اللِهَ عزَّ وجلَّ يبْسُطُ يدَهُ باللَّيْلٍ ليَتوبَ مُسيءُ النهار، ويبسُطُ يدَه بالنَّهار ليتُوبَ مُسيء الليلِ، حتى تطْلُعَ الشمسُ من مغرِبِها " [مسلم].
و: " إنَّ اللّهَ يقبلُ توبة العبدِ ما لم يُغَرغِرْ " [الترمذي].
باب التوبة مفتوح على مصراعيه قبل أن يموت الإنسان إلا في إحدى حالتين:
1 ـ عند الموت:
أيها الأخوة، لابدّ من شرح، باب التوبة مفتوح على مصراعيه، إلا في إحدى حالتين، إذا حضر أحدكم الموت، عندما يحضر الموت تلغى التوبة، الآية واضحة: " وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ " [النساء:18] في هذه الحالة يغلق باب التوبة.
2 ـ إذا طلعت الشمس من مغربها:
أما يغلق باب التوبة إذا طلعت الشمس من مغربها، طلوع الشمس من مغربها من أشراط الساعة.
أخطر ما يصيب المسلمين عدم فهم دينهم وعدم الاهتمام بقيمهم وإسلامهم:
لكن هذا المعنى قد يفهم بشكل موسع وقد يفهم بشكل ضيق، يعني الله أعلم كيف تطلع الشمس من مغربها، لكن بالمعنى الموسع حينما نرى أن العلم كله في الغرب، وأن الحضارة كلها في الغرب، وأن الأخلاق كلها في الغرب، وكل شيء يفعله الغرب هو الكمال، ولو تفلتوا من منهج الله، ولو فعلوا الأفاعيل، ولو تحللوا من كل قيد أخلاقي، ما دام هذا العمل جاءنا من الغرب.
" حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " [أخرجه الحاكم].
حينما لا نأبه لديننا، ولا نهتم بقيمنا، ولا نُعظم إسلامنا، ولا نقدس وحي ربنا، وحينما نزدري أنفسنا، ونرى الغرب القوي، الغني، الذكي، هو الحضارة، هو التقدم، هو الأخلاق، هو القيم، هذا مما يفهم من طلوع الشمس من مغربها، لماذا يتوب؟ دينه كله ليس قانعاً به، أمته كلها ليس قانعاً بها، حضارته كلها ليس مؤمناً بها، انسلخ من انتمائه، انسلخ من إسلامه، انسلخ من أمته، انسلخ من حضارته، فهذا الإنسان لا يتوب لأنه تبدلت مبادئه وقيمه، وهذا من أخطر ما يصيب المسلمين، الاستغراب، الاستغراب أن تكون غربياً شكلاً، وقالباً، ومضموناً، ومحتوىً، أن تفكر بطريقة الغربيين، أن تُقيّم العمل بطريقة الغربيين.
" من هوي الكفرة حُشر معهم ولا ينفعه عمله شيئاً ".
التشبه بالغرب يسلخ المسلم من قيمه ومن تاريخه العظيم:
لا يقبل للمرأة إلا أن تكون متفلتة، أن تبرز كل مفاتنها، تعرية المرأة حضارة، تناول الخمور تقدم ورقي، حينما نكون بهذه الحال يغلق باب التوبة، حينما لا نرى أمتنا العظيمة التي فتحت أطراف الدنيا، التي نشرت العدل، الرحمة، حينما لا نأبه لقرآننا، وحي السماء، حينما لا نعتد بسنة نبينا سيد الخلق، وحبيب الحق، هذا الوضع الاستغرابي هو مما يبدد المسلمين، أن ينسلخ المسلم من أمته، من مبادئه، من قيمه، من تاريخه العظيم، ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب المسلمين الذين امتلأ قلبهم رحمة.
على كلٍ هذا اجتهاد شخصي، فإن أصاب المجتهد له أجران، وإن أخطأ له أجر، طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة، والله أعلم كيف؟ ومتى؟ ولكن يمكن أن نفهم هذا النص فهماً موسعاً، حينما نزدري أمتنا، ومبادئنا، وقيمنا، لماذا نتوب؟ حينما نقلد الغرب بكل شيء، حتى لو تعروا، حتى لو أكلوا الحرام، حتى لو شربوا الخمور، حتى لو فعلوا المبيقات، هذا شيء من الغرب، شيء عظيم، هذه الحالة تقتضي كما ورد في الحديث الصحيح تغلق باب التوبة.
من تاب توبة نصوحًا بدل الله سيئاته حسنات: أيها الأخوة، قال تعالى: " مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ " [الفرقان:70] كيف؟ أيضاً هذا فهم لهذه الآية اجتهادي، كان بخيلاً، بعد أن تاب إلى الله أصبح كريماً، كان غضوباً أصبح حليماً، كان شهوانياً أصبح رحمانياً، كان جاحداً، صار منصفا " فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ".
يعني ما لم تتبدل قيم الإنسان 180 درجة فتوبته ليست صحيحة،أي إنسان أخذ اتجاهاً آخر،ما لم تقل زوجة التائب تغير لم يكن هكذا،كان غضوباً أصبح حليماً،كان بخيلاً أصبح كريماً " فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ".
صورة متحركة تؤكد فرحة الله بتوبة عبده:
قال الله تعالى في حديث قدسي: " إِنَّكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني: غفرتُ لك على ما كانَ مِنكَ، ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ، ثم استَغْفَرتَني: غَفَرْتُ لك، ولا أُبالي، يا ابنَ آدم إِنَّكَ لو أتيتني بِقُرابِ الأرض خَطَايا، ثم لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئاً: لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة " [الترمذي].
" كُلُّ بَني آدمَ خطَّاءٌ وخيرُ الخَطَّائينَ التَّوابونَ " [الترمذي].
نفس الإنسان التي بين جنبيه هي الأمانة التي قَبِل أن يحملها:
أيها الأخوة، الله جلّ جلاله عرض علينا حمل الأمانة، قال تعالى: " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ " [الأحزاب:72].
لما قبل الإنسان حمل الأمانة سخر الله له: " مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ " [الجاثية:13] طبعاً هذه الأمانة هي النفس التي بين جنبيك.
" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " [الشمس:9-10].
يعني أي إنسان عرّف نفسه بربه، وحملها على طاعته، وحملها على التقرب إليه، فقد أفلح، ولم ترد هذه الكلمة في القرآن إلا في هذا الموضع.
" قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ " [الأعلى:14-15].
" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " [الشمس:9-10].
النجاح كل النجاح، والفوز كل الفوز، والعقل كل العقل، والتفوق كل التفوق، في أن تزكي نفسك، وتؤهلها لجنة عرضها السماوات والأرض، لأن هذا الإنسان خلق للجنة.
مقومات التكليف:
الله عز وجل حينما قبلنا حمل الأمانة أعطانا مقومات التكليف، أعطانا كوناً ينطق بكمال الله، ووحدانيته، أعطانا عقلاً، أداة لمعرفة الله عز وجل، أعطانا فطرة نكشف بها أخطاءنا، أعطانا شهوة نتحرك بها، أعطانا اختياراً يثمن أعمالنا، أعطانا وقتاً هو وعاء عملنا، أعطانا كل شيء، أعطانا كل مقومات التكليف، وأمرنا أن نعبده، وجعل العبادة علة وجودنا، فقال تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات:56].
الإنسان إما أن يكون فوق الملائكة المقربين أو دون أحقر الحيوانات:
لكن هذا الإنسان كما قال الإمام علي رضي الله عنه: الملك ركب من عقل بلا شهوة، والحيوان ركب من شهوة بلا عقل، أما الإنسان، هذا المخلوق الأول، الذي قبل حمل الأمانة، الذي سخر له: " مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ " هذا الإنسان رُكب من عقل وشهوة، رُكب من عقل يشده إلى الله، ورُكب من شهوة تشده إلى الأرض، هناك دوافع عليا، وهناك دوافع سفلى هناك.
الدليل القرآني: " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ " [البينة:7] أي خير ما برأ الله.
" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ " [البينة:6].
فالإنسان بين أن يكون فوق الملائكة المقربين، وبين أن يكون دون أحقر الحيوانات، هذا في الأصل، عُرضت علينا الأمانة، قبلنا حملها، أُعطينا مقومات التكليف، كوناً ينطق بوجود الله، ووحدانيته، وكماله، عقلاً أداة لمعرفته، فطرة مقياساً للخطأ والصواب، شهوة تدفعنا وتحركنا، اختياراً يثمن عملنا، وقتاً هو وعاء عملٍ.
الإنسان حينما يغفل عن الله، ويستجيب لشهوته يضل، ويزل، ويخطئ، ويُحجب، ويبتعد عن الله عز وجل رب العالمين.
مختارات