الّلبِنة الثالثة {اقرأ باسم رَبّك}
كانَ شيء
في ضميرِ الكونِ يُولَد.. حياةٌ على ضفائرِ النُّجومِ َتليقُ بأُمّةٍ إختارت أن تَحيا بعيداً عن غُبار العُبوديّة !
لم يَكن عَبثَاً أن يَقولَ اللهُ لِنَبيِّه { اقرأ باسم رَبّكَ الذي خَلَق } فَيجمعُ بين الإيجادِ له من العَدَمِ و بينَ البَعثِ بِـ { اقرأ } من ظُلمة الغَرق !
لم يكن عبثاً أن يَجمعَ اللهُ في الآيةِ حياتَين.. الأولى من عَلَق، و الثانية ستكونُ من الكلمات !
لم يكن عبثاً أن يَمنَحُنا اللهُ هِبَةَ الميلادِ ثُمَّ يُكرِمُنا بِهِبَةِ الإِمداد !
كان الله في أولِ آيةٍ يَهَبُ الأمّةَ أعظم هِبَةً أن يولَدوا ثانية بِقرارٍ ذاتي، و كان يريدُ لهم أن لا يَظلّوا هباءً على رِمالِ الصّحراء.!
{ اقرأ باسم رَبّك } وسَينتَهي قَدر الإنتظار للحُريّة.. لأن القُرّاء هُم الأَحرار !
اقرأ باسم ربّك قِراءةً تَهديكَ إلى { الفَجرِ } و إلى { الشَّمسِ } وإلى سُطوعِكَ في كلّ تفاصيلِ { العَصر } !
اقرأ باسم ربّك قراءةً تُبَلِّغُكَ مَشهدَ { إذا جاءَ نصرُ اللهِ والفَتحِ }.. فبعض القراءةِ هي وَقودُ المَعركَةِ و هي جِهاد !
اقرأ باسم رَبّك قراءةً تُوصِلُكَ إلى بُؤرَةَ الضّوءِ وسورةِ { النُّور } و نُقطَةَ وعيٍ تَسبِقُ { اللّيل } بِها فلا يَبلُغك !
اقرأ وقُل (سأُسقي حُلُمَ العُبور إلى الله بدَمعِ المِحّبرة)..!
إقرأ قراءةَ من يعلم أن ربّه عليمٌ يُحبُّ العُلماء.. و اعتكف في محراب العُبودية الجديد.. واثنِ الرُّكَبَ على مَصاطِبِ العِّلم.. و الزَم { اقرأ } ؛ فهي الفريضةُ الأولى و الفريضةُ الغائبة أو رُبّما هي الفَريضةَ المُغيَّبةَ..
فَثَمَّةَ من يعلمُ جيداً أنَّ مَن يَمتَلِكُ مفاتيحَ المَعرِفَةِ ؛ يَمتَلِكُ قُوَّةَ السِّيادة !
و ثمََّة من يُريدُنا أن نَّعودَ أَعراباً.. بلا وزنٍ الا وزنَ القافِيَة !
أعراباً بلِا غايةٍ إلا قَصَصَ عَبلَةَ و عنتَرة !
أعراباً جل حكايَتنا معركة كمعاركِ داحِسَ و الَغبراء، و طواحينِ الهواءِ لا تَحصُدُ إلا عُمرُنا !
{ اقرأ باسم رَبِّك } هي الفريضةُ الغائبة أو المُغَيَّبة.. و بِها سَيكونُ تصحيحُ البَوصَلة.
مختارات