" إخوتــاه "
" إخوتــاه "
قال الله تعالى: " مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " [هود/15-16].
وقال الله تعالى: " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد " [الإسراء/ 18].
قال سعيد بن جبير رضي الله عنه: يؤتون ثواب ما عملوا في الدنيا وليس لهم في الآخرة من شيء. وقال قتادة رضي الله عنه: من كانت الدنيا همه وسدمه وطلبته ونيته وحاجته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة ليس له فيها حسنة، وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا، ويثاب عليها في الآخرة.
قال ابن جريج: يعجل لهم فيها كل طيبة، فلم يظلمهم لأنهم لم يعلموا إلا الدنيا.
وههنا خطورة قضية " النعم " فإنَّ المرء قد يعطيه الله تبارك وتعالى ويسبغ عليه من الفضل والنعم ما يكون سبب هلاكه، فهي عوض عن أعماله الصالحة في الدنيا حتى يأتي الله ولا حسنة له، فأي مصيبة تعدل ذلك !!
ويرى الناس ذاك المترف فيتمنون ما عنده ليتمتعوا بهذه النعم كما يتمتع ويتنعم هو بها، ولا يدرون حقيقتها، فإذا تبين لهم قالوا كما قال قوم قارون " وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون ".
ومن هنا تكمن خطورة النظر إلى الأمور بسطحية، وعدم التدبر في الحقائق، ومن هنا دعونا نتأمل هذه الظاهرة الخطيرة في مجتمعاتنا الإسلامية والتي أودت بكثير من شبابنا، ألا وهي " الترف " وفق منظور إسلامي سلفي صحيح، لنبصر خطورة جعل " الرخاء والرفاهية " مقصدًا للشعوب كما يدندن من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، وكيف ضاع كثير من شباب الأمة ورجالها تحت بريق هذا الهدف المنشود، ودعونا نفهم عن الله قضية " الفقر والغنى "، ونتعلم كيف نعيش كما يريد الله لا كما نريد نحن أو يُراد لنا، ونتعلم كيف نستثمر أموالنا وكيف ننفقها.
مختارات