الحق
د. باسم عامر
بسم الله الرحمن الرحيم
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴾ يونس: ٣٢.
وقال تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ الحج: ٦٢.
وقال تعالى: ﴿ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ المؤمنون: ١١٦.
- المعنى:
الحق في اللغة هو: الثابت الذي لا شك فيه، والحق نقيض الباطل.
فالله تعالى هو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية، وهو الحق الثابت الذي لا يتغير، فوجود الله حق، وربوبيته حق، وألوهيته حق، وأسماؤه وصفاته حق، وكل ما أخبر عنه حق، فوعده حق، ولقاؤه حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق.
هذا هو الحق الثابت المستقر الذي لا يتغير، وكل الدنيا تتغير، وكل الخلق يتغيرون ويزولون ويَفنَون، وهو باقٍ لا يزول سبحانه وتعالى الملك الحق، ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ الرحمن: ٢٦، ٢٧.
- مقتضى اسم الله الحق وأثره:
يقتضي اسم الله الحق إثبات وجوده والإقرار به، فكل الدلائل تثبت وجود الله تعالى بما لا يدع مجالاً للشك، فلا يسع لأي إنسانٍ أن ينكر وجود الله تعالى.
ويقتضي هذا الاسم كذلك إفراد الله تعالى بالعبادة وعدم الإشراك به، لأنه هو المعبود الحق الذي لا شريك له، وكل المعبودات سوى الله باطلة، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ الحج: ٦٢.
كما يقتضي هذا الاسم التصديق بكل ما أخبر الله عنه، فهو سبحانه الحق وكل ما أخبر عنه حق، قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ يونس: ٥٥.
مختارات