" معالم على طريق التوفيق : الثالث والعشرون : الدعوة إلى الله تعالى "
" معالم على طريق التوفيق: الثالث والعشرون: الدعوة إلى الله تعالى "
ومن معالم التوفيق الدعوة إلى الله تعالى بشتى صورها وأشكالها حسب القدرة والاستطاعة، فالدعوة إلى الله علم ونور وهدى وصدق وإخلاص وصبر ومصابرة ومجاهدة وتوفيق من الله تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " [فصلت: 33].
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بلغوا عني ولو آية» [رواه البخاري].
ورحم الله من قال:
بلغوا: بلاغ ورسالة.
عني: تشريف وتكريم.
ولو آية: على قدر الوسع والطاقة.
فماذا قدمت لدينك؟
أيها الموفق:
الساحة والميدان، بل والفضاء اليوم يتسع للجميع، وفضل الله يكفي الجميع، نحتاج للدرس العلمي التأصيلي، وللمحاضرة العلمية العامة، والخطبة المؤثرة، والموعظة الحسنة، والتدريب المتميز، والكتاب القيم، والرسالة الهادفة، والمطوية النافعة، والشريط البديع، والموقع المتألف، والجريدة المتجددة، والقناة المنضبطة، والكل يسد ثغرة، ويقدم عملًا لدينه، والقافلة تسير، والسعيد الموفق من وفقه الكريم لخدمة ونصرة دينه.
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من علَّم علمًا فله أجرُ من عمل به لا ينقصُ من أجر العامل» [رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني في الترغيب والترهيب].
يقول الشيخ عائض القرني وفقه الله: الداعية كالمجاهد في سبيل الله، فكما أن ذاك على ثغر من الثغور، فهذا على ثغر من الثغور، وكما أن المجاهد يقاتل أعداء الله، فهذا يقاتل أعداء الله من الذين يريدون تسيير الشهوات والشبهات وإغواء الجيل وانحطاط الأمة، وإيقاعها في حمأة الرذيلة " وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلًا عَظِيمًا " [النساء: 27].
وتأمل في هذه الدمعة الغالية من هذا الشيخ الجليل عبد الرحمن السميط – حفظه الله – وهو يقول: أكثر ما يدفعني للبكاء عندما أقابل بعض الذين دخلوا الإسلام وهم يبكون على آبائهم الذين ماتوا على غير الإسلام، ويصرخون فينا: أين كنتم يا مسلمون؟!
أيها الموفق:
إننا بحاجة إلى الإنسان الذي يحمل هم هذا الدين !
الإنسان الذي يتساءل دائمًا: ماذا أقدم لخدمة ديني؟
ما هو دوري؟ وما هو واجبي؟
لا يبقى متفرجًا فقط !
ينطلق من موقعه حيث كان:
من وظيفتك، من تجارتك، من علاقاتك، من مواهبك وطاقاتك التي من الله بها عليك.
· أين أساتذة الجامعات؟ أين دورهم في مجتمعاتهم؟
· أين كتاباتهم في الصحف والمجلات والمقالات؟
· أين أثرهم في الإعلام اليوم؟
أيها الموفق:
الدعوة إلى الله تزيد في الإيمان، وتجمع الكلمة، وتوحد الصف، وتشحذ الهمة، وتثبت اليقين، وتنير الطريق، وتفتح الأمل، وتذكر الخلق، وترسخ الأمن، والواقع يشهد بذلك ويصدقه ! فما هو نصيبك أيها الموفق من ميراث النبوة؟ ماذا قدمت لدينك؟
ما الهم الذي تحمله؟
إن ديننا يحتاج إلى كل لسان وإلى كل ساعد، أن يبين عظمته ويجلي سماحته ويذب عنه !
يجب أن نعرف جميعًا أن هذا الدين مسئولية الجميع، فأين أنت؟ وهل من مشمر؟! وأين موقعك فنحن في انتظارك أيها الموفق؟
إضاءة على الطريق:
على غير ملة الإسلام
يبذلون ويقدمون ويسافرون
من أجل عقيدتهم
فماذا قدمت لعقيدتك ودينك؟
مختارات